أكد الكاتب والباحث في الحركات والتّيارات الإسلاميّة عبدالله بن بجاد، المنتمي سابقا لجماعة أهل الحديث، أن فترة اعتقاله كانت نقطة التحول في حياته.

وقال ابن بجاد خلال برنامج “الليوان”:”موجتنا كانت الصحوة الإسلام السياسي وبدأت في مصر وإيران، وأنا وأغلب جيلي انجرفنا خلف الصحوة حتى لا نُهمّـش”.

وأضاف: “في مرحلة الصحوة أنتميت إلى تيّـار يُـحرّم الدراسة والوظائف ويُكفِّـر الدولة، وذلك نتيجة تراكمات”، مشيرا إلى أن الجهاد الصحوي وأفكار سيد قطب كل ذلك الخليط كان يصنع شخصا غاضبا ساخطا.

وتابع: “التحقت بأخوان أهل الحديث وهو كان تيار له أكثر من رأس وكنت ضمن اتباع جهيمان، ولديهم نزعة اكبر نحو التكفير والتشدد”.

وبسؤاله عما إذا كان قد ُكفر الملك فهد -رحمه الله- أثناء انتمائه لجماعة أهل الحديث، قال ابن بجاد: “كلنا كان لدينا النزعة التكفيرية، وكنت أكفر الدولة برمتها، ثم بمحاولة العقلانية أنك تحاول تختصر ذلك في شخص الملك”، مشيرا أن الأمر عند البعض كان يتطور لمراحل تكفير العلماء والفقهاء، مشددا على أن البعد التكفيري خطير جدا سواء في مصدره المحلي او الخارجي.

وتحدث ابن بجاد عن فترة اعتقاله، قائلا: “دخولي السجن كان نقطة التحول في حياتي، لتغيير معتقداتي، والسجن في حد ذاته تجربة مهمة مثله مثل تجربة القتال أو الغربة الطويلة التي تؤثر في الإنسان”.

وتابع: “اللي أثر في أني حصلت على وقت طويل للقراءة والحفظ في عشرات الكتب والشروحات المطولة وأدركت أن حالة الجزم التي كات عندي كانت مبالغة، وأن القطعية التي كنت أعيش فيها ليست حقيقية، وأن أغلب المسائل في الشرع خلافية ومسائل الإجماع قليلة جدا لكن كتب الخلاف كبيرة جدا وبالتالي أن القطعي في الشريعة قليل”.