يعد الإرهابي حسام صالح سمران الجهني، أحد رموز الإرهاب الذين أعلنت وزارة الداخلية السبت الماضي تنفيذ حكم القتل بحقهم، والذي غسل أدمغة المراهقين وقام بتدريبهم على التفخيخ عبر اليوتيوب في محاولة لتجنيد الصغار.

وانتهج حسام الجهني الفكر التكفيري عام 2003، وأيد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وتم إيقافه بموجب أحكام قضائية بين عامي 2005 و2007، وفي 2017 لانضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي، بحسب عكاظ.

وشكل الجهني خلية إرهابية تهدف للخروج المسلح ضد الدولة، إذ قام بإيواء المطلوبين أمنياً، وتوفير الأسلحة والمتفجرات والأحزمة الناسفة والتدريب عليها، وإطلاق النار على رجال الأمن وعلى مراكز الشرط والمقار الأمنية.

واتخذ حسام وكرا أمام مقر الدوريات الأمنية وشرطة منطقة مكة المكرمة بحي النسيم وجلب أمرأة باكستانية ادعى أنها زوجته، واستغل وجودها ليقوم بتوفير مأوى لخلية الحرازات الشهيرة؛ تنفيذاً لأوامر التنظيم الذي جعله تحت أمر زعيم التنظيم في جدة خالد السرواني.

وقام بزيارة أحد مكاتب العقار في حي الحرازات بجدة لإيجاد استراحة بحجة استخدامها مسكنا، وتجول وحيدا في الحي بحثا عن منزل مناسب، ليخبره أحد سكان الحي بوجود استراحة لدى مكتب العقار تنطبق عليها المواصفات أهمها أن تكون في منطقة هادئة بعيدة عن الإزعاج، وفي اليوم التالي حضر للموقع برفقة المرأة الباكستانية، وقدمها لمالك الاستراحة على أنها زوجته وبناء على ذلك تمت كتابة العقد ودفع إيجار 6 أشهر مقدما، وعمد إلى ترك المنزل للهالكين بعد تأمينه بما يحتاجونه وتحويله إلى معمل لصناعة المتفجرات.

ونجحت الأجهزة الأمنية في كشف وكر الحرازات، وبادر الإرهابيون بإطلاق النار على رجال الأمن. ورفضوا الاستجابة للتسليم، فاضطرت قوات الأمن السعودية إلى الرد عليهما بالمثل.

وعندما شعرا باليأس عمدا إلى تفجير حزامين ناسفين كانا يرتديانه، فتطايرت أشلاؤهما في الموقع، فيما انفجر المعمل الكائن بالاستراحة.

واتضح خلال مباشرة رجال الأمن التحقيقات في استراحة الحرازات أن المطلوبين اللذين قتلا بتفجير أنفسهما هما خالد السرواني ونادي العنزي، إضافة إلى جثة مطيع الصيعري الذي قتله زملاؤه بعد أن شكوا في رغبته بتسليم نفسه.

ولخشيتهم من افتضاح أمرهم، مهّدوا لجريمتهم بافتعال خلاف معه، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل وقتله نحراً بقطع رقبته دون اكتراث منهم لتوسلاته ورجاءاته، وبعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل إلى أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات.

واكتشف رجال الأمن جريمتهم وعثروا على الجثة وتم استخراجها من الحفرة؛ وثبت من نتائج فحوص الأنماط الوراثية أنها تعود للمطلوب أمنيًا مطيع سالم يسلم الصيعري.

وارتبطت خلية الحرازات بعمليات إرهابية منذ عام 2015 حتى 2017. كان من ضمنها عمل إرهابي في باحة «مستشفى الدكتور سليمان فقيه» بجدة، بجانب التفجير عند المسجد النبوي الشريف، الذي نتج عنه مقتل واستشهاد 4 من رجال الأمن وإصابة 5 آخرين.