جبال جازان وبخاصة تلك الجاثمة على شريط الحد الجنوبي من عارضتها ومرورا ببلغازها وفيفائها وهروبها وبني حريصها وتليدها وريثها وصولا إلى أعلاها وأثراها جبال محافظة الداير بني مالك بقراها وحصونها ومزارع بنها ومدارسها، ومراكزها وناسها، يضرب دروبهم الجفاف، ويخاصم سماءهم الغيم، وتشكو حواضرهم المحل، لا حول لهم ولا قوة، أما السماء فلله أمرها ككل مخلوق غيرها، ومن ذا يستطيع قهرها؟.

وأما الأرض فشريكتهم، وأديمها نزلهم و موئل معيشتهم، لقد غار ماؤه، وجف غطاؤه، وتفاقم بلاؤه، وفي عادة شبه سنوية يتلفت آلاف الساكنين من مواطنين ومقيمين، فلا يرون سحابة ماطرة، ولا بئرا ثرة، ولات من نجدة معتبرة، نعم ولاة الأمر- يرعاهم الله- منحو الجهات سقيا ولكن بيروقراطيتها زادت الإمحال إمحالا، والناس قهرا ، فبيت به بضعة عشر نفسا وحضيرة أغنام وأنعام له ( كرت) واحد في الشهر أو كرتين، ويصلهم ( صهريج الماء) مفرغا للنصف تقريبا نتيجة عوامل التعرية التي تقوم بها العمالة!! أنى له أن يروي الأكباد، أو يفي بالطلب؟!!

سيدي سمو ولي العهد الأمين
سيدي سمو أمير المنطقة
سيدي سمو نائب أمير المنطقة

معالي وزير المياه :

إن من أوصل المياه محلاة لرياضنا الحبيبة، وطائفنا المهيبة، ولأبهانا القريبة، قادر بعد الله على تحويل ظمئنا ريا، وتصحرنا اخضرار مورق العود، فولاؤنا ثمن، ودماؤنا بصمة، وقرآننا وسنتنا ملة، فالرجاء يملأ الفضاء، والأمل يناطح السماء، أن نستقي على أبعد تقدير وخلال سني رؤيتنا من بحرنا عذبا فراتا.

يامن وجهنا إليك الخطاب، وعيشنا بك طاب، يامن يداك غيث وفينا ظما، ما العذر حينما لا تجد أسرة شهيد شربة ماء؟!
وبم يرد على من يرفع يديه بغية رشفة تلقاء السماء؟!

يا من شربنا حبكم، ونمت أجسادنا من خيركم، وسما رشدنا بودكم، من لنا سواكم -بعد الله- إذا غار الماء، ونأى قطر السماء عن الأرجاء؟!

جبال جازان تحتاج نظرتكم، وتتطلع لوقفتكم، فبأمركم تعبر أساطيل الإغاثات الأجواء نجدة وعونا للمحتاجين، وتقولون وتفعلون، فهبونا من الناقلات ما يكفي، واسندوا أمرها لمن يفي، فالقرى متباعدة، والأعداد بالآلاف متزايدة، والمسافات شاسعة، والحاجة آنية، وتأخيرها عذاب، وتأجيلها سراب، والاكتفاء بالموجود يباب، فالغوث الغوث كفيتم ووقيتم.