بين اغتنام الفرص وفقدها، مجرد قرارات حاسمة.

لكي نستطيع اتخاذ القرارات السليمة لتحديد الاتجاهات الصائبة نحو اهدافنا المنشودة، علينا اولاً ضبط السلوكيات التي تهيمن على الشخصية كعامل رئيس لتحديد الأولويات من الثانويات، حتى لا نقع في متاهة التسويف التي تؤدي بنا إلى فقد الفرص بما لا نجد للعودة إليها سبيلا؛ وعلى سبيل المثال:

سوف أشارك في المؤتمر الدولي لتقويم التعليم والتدريب الذي تم الإعلان عن انعقاده خلال شهر من تاريخه، بورقة عمل حول “تجويد نواتج التعلم في ضوء التعليم الافتراضي” فقمت بجمع المادة العلمية، تحليلها، دراسة ابعادها ومدى تأثرها وتأثيرها بمتغيرات البيئة المحيطة، ثم تحضيرها للمخرج النهائي للعرض، واثناء مراحل العمل كنت أحاول التواصل بجهة تنفيذ المؤتمر مراراً لطلب المشاركة، وأجد حينها بعض معوقات الاتصال، فانصرف لإنجاز العمل تحت تأثير سوف اعاود المحاولة في وقت لاحق، انتهيت بالفعل من العمل خلال الربع الثالث من المدة الزمنية المقررة لانعقاد المؤتمر، فقررت بعد ذلك التواصل بشكل جاد للحصول على موافقة المشاركة بورقة العمل التي اعديتها، وعندما تم التواصل كان الرد (للأسف تم اغلاق وقت استقبال طلبات المشاركة).

الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا المقام:
ماهي الإجراءات الواجب اتخاذها لتحقيق الأهداف؟
ما هو مقدار الخسارة مقابل فقد الفرص على إثر التسويف؟
هل تسويفنا للأعمال مبني على ضمانات ثابتة؟
لا شك أننا نعيش في عالم مرهون بقانون التغير المستمر الذي لا يستجيب للتسويف في الوصول الى اهدافنا، فهناك من يسوف الأعمال الى اجلٍ غير معلوم، دون ادراك لحقيقة الفجأة، لذلك فإن تحديد الأولويات من اهم أدوات تحقيق الأهداف، وتأتي مصفوفة ايزنهارو التي تنسب للجنرال الأمريكي دوايت ديفيد أيزنهاور الرئيس الرابع والثلاثون للولايات المتحدة الامريكية كنموذج فعلي لتحديد الأولويات بضبط السلوكيات داخل كل مربع منها، فعندما يتم الاستعداد لاتخاذ قرار محدد يجب أن يتم ضبط السلوكيات وفرز إجراءات العمل وفق الأولويات والتي تمثلها المصفوفة في أربعة خلايا:
مربع (هام وعاجل) وهو الذي يحوي إجراءات لا تحتمل التسويف ويتطلب انجازها على الفور، ثم مربع (هام وغير عاجل) ويتطلب هذا المربع التخطيط للإنجاز ضمن المدة الزمنية المتاحة، ثم مربع (غير هام وعاجل) ويسمح فيه بالتفويض ما أمكن، ومن ثم مربع (غير هام وغير عاجل) الذي يؤكد فيه على ألا تفعله، فكل ما ينطوي تحت هذا المربع هو بمثابة تسويف للأولويات في المربعات الأكثر أهمية، وسبيل لفقد الفرص.

مسك الختام:
الفرص على قيد الحياة كثيرة ومتعددة لكن تتراوح قيمتها وفق أولوية مدى بقائها، ولعل من أعظم فرص الحياة غنيمة (وجود الوالدين) على قيد الحياة كبوصلة لتحديد اتجاهاتنا نحو الأمان.
إن كل ما علينا فعله لتحقيق اهدافنا هو التغلب على التسويف والتركيز على الأمور الأكثر أهمية ولا نملك لبقائها أجلاً محدد.