[ لا تدع الفقير يلعن مالك الذي جمعته وحرمته منه ولم تبذله في حلال .. لتكنزه كنزا وتخفيه عن الأنظار وتعطل مهمته في الأرض ]

في لحظات .. قد يكون النفس عنك مقطوعا .. أليس صحيحا أن بعض من ماتوا كانوا يتنفسون الهواء النقي ويخرجون الهواء الثقيل المحمل بالكربون وفجأة تخرس أنفاسهم وتزهق أنفسهم فلا صريخ لهم ولا حس لهم ولا سمع ولا بصر ولا حياة في إجسادهم الهامدة . .

أليس صحيحا أن الأمير يموت والوزير يموت والغني يموت وكذلك الفقير والغفير والحسير .. أليست الرحلة تنتهي والموت يفجع الأحبة وينهي الوصل والزور واللقاء بيننا وبين أحبتنا وبين القريب وقريبه والصديق وصديقه والزميل وزميله ..

أليس حقا أننا نؤمن أن الموت حق علينا وأننا مهما عمرنا في هذه الدنيا فإنا راحلون مرتحلون عنها غير باقين في نعيمها الذي هو غير مقيم وغير دائم لنا من بعدنا سيؤول ويتحول إلى ورثة الميت ويكون عليهم حلالا وإن جمعته في باطل فهو عليك وعلى من سهل لك بطلانه وكان عونا لك في جمعه من غير وجهه الشرعي كأن تسلبه أو تأكله سحتا أو رشوة أو استحلالا بغير وجه حق .. أليس كذلك يا أصحاب الأرصدة الفلكية الذين يرون في الناس أنهم دونهم وفي مظاهرهم أنها منهم ومن حقهم يتباهون ولا يعطون حق المال لأصحابه ولا يرعون في فقير أو سائل حق له عندهم ..

أليس كذلك يا أصحاب الناطحات والفنادق العالمية في باريس ولندن وجنيف وبني قر ..

أليس كذلك . حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وأدوا حق الله عليكم ولا تكنزوا الذهب والفضة فتكوى بها جباهكم .. أليس كذلك وهل تشُكُون في موتكم وفنائكم بعد جمعكم لهذه الأموال من حلال وحرام وشبهات ..

يا أخوة الدنيا اليوم عمل ولا حساب وغدا ممات وحساب وعقاب.. فابذلوا لأخوانكم ولينوا لهم بجانبكم قبل أن يلعنوا من شدة بأسهم وعظيم بؤسهم ما لعن الله في قول رسوله. ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها.. ) إلا من استعان بها على الخير.