كشفت مقاطع فيديو، عن ‏قرار الملك سعود – رحمه الله – بعدم نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام خلال توسعة الحرم المكي الشريف في عام 1954، بعد رسالة تلقاها من الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله.

وأرسل الشيخ الشعراوي برقية من خمس صفحات إلى الملك سعود، عرض فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية، واستدل في حجته بأن الذين احتجوا بفعل الرسول جانبهم الصواب، لأنه رسول ومشرع وله ما ليس لغيره وله أن يعمل الجديد غير المسبوق، واستدل أيضاً بموقف عمر بن الخطاب الذي لم يغير موقع المقام بعد تحركه بسبب طوفان حدث في عهده وأعاده إلى مكانه في عهد الرسول.

وقال الشيخ الشعراوي في برقية: “يا جلالة الملك سعود لا يصح نقل مقام إبراهيم من مكانه لأنه مكان ومكين أي أن مكان المقام محدد والحجر الذي كان يصعد عليه أبونا إبراهيم عليه السلام محدد أيضا، ولا يصح نقله إلى الخلف” ، وروى له قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء سيل في الحرم وأزاح الحجر من مكانه وهو سيل (أم نهشل) فحرص سيدنا عمر على أن يعيده في نفس مكانه دون تغيير أو تبديل.

وكان هناك من الصحابة من سبق أن قاس المسافات التي بين الكعبة وبين موقع المقام، وهو المطلب إبن أبي وداعة السهمي وهي مذكورة في كتب السيرة، وحرص سيدنا عمر على إعادة الحجر إلى مكانه وإبقاء المقام كما كان.

ووصلت البرقية إلى الملك سعود – رحمه الله – ليجمع العلماء وطلب منهم دراسة برقية الشعراوي، فوافقوا على كل ما جاء في البرقية، فأصدر الملك قراراً بعدم نقل المقام، ووجه بدراسة مقترحات الشعراوي لتوسعة المطاف، حيث اقترح الشيخ أن يوضع الحجر في قبة صغيرة من الزجاج غير القابل للكسر، بدلاً من المقام القديم الذي كان عبارة عن بناء كبير يضيق على الطائفين.