تحت هذا الوصف يخفي الرجل كثيراً من الأسرار التي تكتشفها المرأة بعد زواجها منه، وتنجح في امتلاك قلبه وتوجيه بوصلته بمقدار قدرتها على التعامل مع هذه الأسرار لهذا المخلوق الغريب في نظرها.

لا يشك كثير من العُزّاب ـ من الجنسين ـ أن الزواج هو «قفص» في النهاية حتى لو كان ذهباً؛ فالشباب ـ وخصوصا في هذا الزمان ـ يجنحون إلى الحرية والانفكاك من قيود المسؤولية الاجتماعية في ظل توافر وسائل الترفيه والسفر والوفرة المالية،

وتشير الإحصاءات أن 50% من الرجال في أمريكا ـ مثلاًـ غير متزوجين ولا يرغبون في الزواج، ولكن رغم هذا العزوف عند البعض تفرض الفطرة والغرائز البشرية التي أودعها الخالق سبحانه وتعالى في بني البشر نفسَها وتأبى إلا أن تظهر وبقوة، ومنها الحاجة إلى الزواج وتكوين أسرة؛ فالمرأة تُولد الأمومة معها وهي طفلة، وتعبَثُ في أدوات الزينة الخاصة بوالدتها وهي يافعة استعداداً لزوج منتظر، وترتسم البسمة على محياها وهي تستسلمُ لأحلام اليقظة منتظرةً لفارس أحلامها الذي سيأتي على حصان أبيض كما تروّج لذلك قصص العشّاق. والرجل كذلك تحرّكه ثلاثة دوافع للزواج وتُلّح عليه بقوة وهي حاجتُه لتحقيق ذاته اجتماعياً ورغبته الجسدية والعاطفية والرغبة في إنجاب الأولاد.

وقد تنشأ مشكلات كثيرة بين الزوجين نتيجة لاختلاف طبيعة كل منهما، ونتيجة لعدم فهم أحدهما لطبيعة الآخر، وهذه الخلافات والاختلافات لم يسلم منها بيت من بيوت الزوجية في العالم، وتبقى صفة الاحتواء والتنازل من أحد الطرفين بهدف المحافظة على عش الزوجية هي الفيصل في تجاوز الأزمات والخلافات بأنواعها.

وثمَّةَ كتب كثيرة تحدثت عن هذه الخلافات الجوهرية بين الرجل والمرأة بهدف تقريب وجهات النظر من أجل حياة أكثر استقراراً قائمة على تفهم طبيعة ونمط تفكير كل جنس ومن أشهر هذه الكتب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» من تأليف الطبيب النفسي الأمريكي جون غراي صدر في مايو 1992م، وكتبه الأخرى مثل « الرجال والنساء والعلاقات بينهما»، ولماذا يتصادم المريخ والزهرة، وكتاب «أسرا الرجال» لستيف هارفي الصادر عام2016م، وغيرها من الكتب الكثيرة التي لا يتسع المجال لذكرها.

وتتفق مثل هذه الكتب على أن الرجل كائن بسيط جداً مقارنة بالمرأة، والرجل كل ما يعنيه في الحياة ثلاثة أمور «الهوية،من هو؟ ومهنته، ماذا يعمل؟ ودخله، ماذا يكسب أو يحقق؟»، بينما المرأة تقاتل من أجل الحب وتعيش به ومن أجله حتى لو كان ضد المنطق.

أما حب الرجل فهو لا يتجاوز متطلبات ثلاثة ـ بحسب هؤلاء المؤلفين ـ وهي الدعم ،الوفاء (الولاء)، العلاقة الزوجية (المشاعر والجنس).

الرجل طفل كبير فعلاً، فهل تنجح الزوجة الذكية في الحصول على مفتاح قلب هذا الطفل المشاكس؟