بعد الإعلان عن المبادرة السعودية السياسيةلحل الأزمة اليمنية والتي جاءت على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان والتي لاقت القبول والدعم والترحيب من مختلف دول العالم تعد هذه المبادرة بمثابة خارطة طريق واضحة تصب في مصلحة الشعب اليمني المختطف والمحاصر من قبل الميليشيات الحوثية وتمثل فرصة ثمينة لكافة الأطراف المتنازعة في اليمن حقناً للدماء اليمنية وتأتي هذه المبادرة مكملة للمبادرات التي تم الإعلان عنها في السابق وجميعها تهدف لإيقاف هذه الحرب التي فرضتها جماعة الحوثين على اليمن وكانت أول شرارة لها في العام 2015 وكل تلك المبادرات قد بائت بالفشل تحت وقع الخروقات.

لقد اشتملت هذه المبادرة على العديد من البنود المهمة والكفيلة بتحقيق معالجة جذرية لحل أزمة اليمن وهذه البنود هي: وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية أممية.في راي ان هذه البنود جديرة بتقديم الحل الجذري للأزمة اليمنية وهي بالفعل جديرة بالنجاح أيضاً في حال تجاوب معها جماعة الحوثيون.

ومنذ إنطلاق عاصفة الحزم والسعودية تتعامل مع الملف اليمني بعقلانية وحكمة ومسؤولية في مقاربة الملف اليمني ومن عقود ماضية لم يستقر فيها حال اليمن إلا في مرحلة الرئيس صالح الذي كانت تعاملت معه أيضاً بتلك الحكمة وكانت تحرص دائما على استعادة استقرار دولة اليمن التى تمثل محورا مهما فى منظومة الأمن القومى العربى وما هذه المبادرة الا خطوة إيجابية نحو تسوية شاملة فى اليمن تعكس صدق نوايا السعودية في سعيها الي التخفيف من معاناة الشعب اليمنى جراء استمرار هذه الحرب أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وقد جاءت هذه المبادرة لتضع النقاط الأساسيةلحوار سياسى شامل ومعالجة متوازنة بين مختلف الأطراف بما فى ذلك الطرف الحوثى أصبحت الكرة الآن فى ملعب جماعة الحوثى وهم أمام اختبار حقيقى لمعرفة مدى إلتزامهم بمصالح الشعب اليمنى والعمل على تنحية أية مصالح خاصة أو اجندات خارجية من أجل رفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمنى والشروع فى حوار سياسى شامل ينهي هذه الأزمة والاستجابة للمبادرة
السعودية ودعم وقف إطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب اليمني في المناطق الخاضعة لسلطتهم واثبات عدم ولاءهم لإيران أو تحمل مسؤولية رفضهم أمام الشعب اليمني الأصيل الذي لم ولن يقبل التبعية لإيران الخميني مهما كلفهم هذا الأمر.

واختم هذا المقال:تمنياتي أن يكون التوفيق والنجاح حليفا لهذه المبادرةمع ان ميليشيات الحوثي أبدت موقفاً سلبياً من المبادرة السعودية حيث أكد الحوثين أنها لا تتضمن شيئاً جديداً واعتبر محمد البخيتي، القيادي في الجماعة، أن المبادرة تضع اليمن تحت الوصاية الدولية ولا تتضمن سحب دول التحالف قواتها من اليمن ولا شك أن هذا الرفض والتعنت من قبل جماعة الحوثيين لأنها لا تعترف إلا بمنطق الحرب والقوة إضافة الي أن قرار جماعة الحوثي ليس في صنعاء بل هو مرهون بيد إيران التي تلعب دورا أصيلا فى تعميق الأزمات، كجزء من مخططها لهدم استقرار المنطقة العربية من خلال دعمها للحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية التى استخدمت فى الاعتداء السعودية التي مازالت مستمرة حتي يومنا هذا ولن تتوقف إلا بموقف جاد وحازم وعمل عسكري قوي للقضاء على هذه الجماعة الحوثية.