إنها الرابعة والنصف عصراً
ساقتني قدماي نحوها لم اجد مفراً سوى ذاك المكان الذي حمل ذكريات الموقف الأخير وماحمله من سوء.. لم اجد مفراً سواه فكل الطرق صدّت وكل المنافذ أُحكِمت.. وكل الأبواب أغلقت.. فلا رنين هاتف ولا رسائل وصل ولا رسول غرام.. نظرت الى السماء ودعوت الله ان يثبتني.. اللهم اني اعيذك ان افقد شغفي ومصادر بهجتي اعيذك من دربٍ اسير فيه بلا جدوى ومن حلم اتعلق به ليس لي .. ومن زرع اتعب عليه بلا ثمر .. ومن يأسٍ يخيم علي .. ومن همٍ يثقل كاهلي .. اللهم عليك التكلان ومنك الاستجابه.. تنهدت طويلا ثم مشيت بخطواتٍ متثاقله وحرارة مرتفعه و جسدٍ يتصبب عرقاً.. مضيت حتى لمحتها من بعيد ثم اقتربت.. طرقت الباب وهممت بالدخول حاملاً في يدي تلك الورود التي اعتدت ان اقدمها لها في كل مناسبه بالرغم من كل القيود.. وضعت الورد جانبا ونظرت لذلك الوجه الذي اعتلاه الشحوب وتلك اليدين التي ترجفان جلست بعيدا كنت احاول ان اختلس النظر الى عيناها ولكن في كل مره تبوء محاولاتي بالفشل.. الوقت قصير وفي داخلي بركان وكثيرٌ من الكلام.. اذكر اني تحدثت كثيراً على أمل ان يصل كلامي لأعمق نقطه في القلب.. مضى الوقت مرت الدقائق سريعا نظرت لذلك الورد الذي لن يكون مصيره الا الذبول ثم غادرت احمل في عيناي الدموع وفي قلبي الرجاء.. محملا على كتفي رُفات العناء.. كنت سيئاً في عينيها وفي كلماتها وفي تصرفاتها كنت انا الشخص المنُاط بالسوء المكلل بالأخطاء.. مضيت محبطاً تلفحني زخات الاتهام.. والاتهام فقط.. وقدرنا ان نبقى في ذلك البعد الذي قصَم ظهر المعروف والعشره.. واستباح الود.. مضيت وحملتني خيبه مدفوعة بما يسمى التهور.. ولكل جوادٍ كبوه.. انا لست سيئاً اخبروها اني لست سيئاً.. مازال قلبي عامرا بالخير والحب رُغماً عن أنف السوء.. انتهى.!

همسه:
بقايا ريحتي تبقى مع ذبول الورد.. الا ليت الورد يشفعلي عند محبوبي