سوف اتحدث في هذا المقال والذي اطل من خلاله على القارئ العزيز عن موضوع مهم جدا الا وهو دور الاعلام السعودي في الدفاع عن الوطن وفي راي اصبح هذا الموضوع الآن حديث الساعة في الساحة الإعلامية السعودية وفي الفترة الأخيرة بداء يشغل حيزا كبيرا من تفكير المواطن وكثر الحديث عنه في جميع وسائل التواصل الإجتماعي والتي تباينت فيه الاراء ما بين راضي عنه وساخط عليه.

وسوف أتحدث عن هذا الموضوع نظرا لكثرة ما تم تداوله في هذا الجانب من جميع المهتمين بالشان الاعلامي السعودي.

عندما نتحدث عن جهاز الإعلام في السعودية فأنت تتحدث عن جهاز يحمل على عاتقه مسؤولية دولة عظمي وفي عصرنا الحديث يعد الاعلام هو من أهم أبواب حماية الأوطان ويعمل على تعزيز مكانتها ودعم قضاياها والمحافظة على مكتسباتها.

والمفترض في ‏‎إعلامنا السعودي ان يكون هو رأس الحربة لدولة والمدافع عنها امام كل الحملات الإعلامية الموجهة ضد هذا الوطن مما يستدعي من الإعلام السعودي في الفترة القادمة تسخير كل إمكانياته الكبيرة لوضع الخطط والبرامج القوية والمؤثرة المرئية والمسموعة والمقروءة لدفاع عن الوطن من خطر هذه الحملات الممنهجة التي تحتضنها مئات القنوات والمواقع الإعلامية الموجهة مع وجود آلاف الحسابات الوهمية التي تدعمها في مواقع التواصل الاجتماعي ولكن ما نراه من اعلامنا هو عكس المفترض والمأمول منه تماما أصبح الاعلام السعودي حديث الشارع السعودي والخليجي والعربي.

والمتابع لإعلامنا السعودي اليوم يجده للأسف دون المستوي المطلوب الذي لا يرضي طموح المسؤولين.

ولا يرضي أحلام وتطلعات المواطنيين السعوديين الذين يمنون النفس بأن يصل إعلامهم السعودي الي مصاف اعلام الدول المتقدمة في يوم من الايام التي سبقتنا كثيرا في المجال الإعلامي لكي يواكب المكانة العالمية التي وصلت لها المملكة العربية السعودية وأهميتها وقيمتها في الساحات المحلية والإقليمية والدولية دينيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا الا ان إعلامنا مازال يعيش حالة من الجمود والتردي الذي يلقي بظلاله على هذا الجهاز العظيم الذي أصبح يغرد لوحده خارج السرب وبعيدا عن التطور الذي وصلت له العديد من الدول في المجال الاعلامي فهو الي الان لم يقدِّم من الأعمال الإعلامية المؤثرًة والمقنعًة والمتطورة والفاعلة في ميادين ومجالات العمل الإعلامي ما يشفع له امام المواطن الذي يتسال في كل يوم اين هو دور الاعلام السعودي من كل هذه الأحداث والمستجدات التي تمر بها البلاد من حملات إعلامية شرسة موجهة ضد السعودية وبلاد الحرمين الشريفين اين دور الإعلام في الدفاع عن الوطن وقيادته ومقدساته ورغم كل هذه المطالبات الشعبية الا ان الإعلام للأسف لاحياة لمن تنادى ولن تجد إلا اعلام يحتضر وفي الرمق الاخير.

مع كل الدعم المالي الذي يحضي به جهاز الإعلام السعودي من الدولة اعزها الله والذي يشمل كل القنوات التلفزيونية الفضائية والإذاعية وحتي الصحف الورقية والإلكترونية إلا أنها مازالت لاتواكب المستجدات الراهنة وتكره التطوير وليس بها حيوية ولابرامج سياسية حواريه اقتصادية واجتماعيه او حتي ترفيهيه ويوجد ضعف واضح في المحتوي الذي تقدمه القنوات الاخبارية بالإضافة لعدم وجود تغطيات للاحداث الجارية وتسخيرها لدفاع عن الدولة وولاة الأمر والمجتمع وتوصيل وجهة نظر الشارع السعودي الي كل العالم العربي والإسلامي والعالمي

ومع تزايد التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية الإقليمية والدولية وانتشار حملات الحقد والكراهية الموجهة من قوى الشر والجماعات المتطرفة وأبواق الخيانة والإرتزاق.

ونشر الإشاعات والأكاذيب الملفقة والمعلومات المغلوطة والتي تهدف لتشويه الدولة وقيادتها وسياستها.

مازال الإعلام السعودي يغط في سبات عميق وليس له أي تواجد مؤثر وفعال في التصدي لهذه الهجمات ومخاطبة العالم الخارجي ولم ينجح حتي هذه اللحظة في الأخذ بزمام المبادرة ليكون سد منيعا لمثل هذه الهجمات الشرسة والحملات المشبوهة على الدولة لم نجد الإعلام يقوم بدوره في الدفاع عن الوطن فضح وتفنيد كل تلك الأكاذيب المزعومة امام الرأي العام العالمي.

وفي اعتقادي أن الإعلام السعودي في الوقت الراهن بحاجة ماسة الى تدخل من أصحاب القرار لتحويله من إعلام يستنزف خزينة وزارة المالية إلى قطاع اقتصادي تجاري حر يدار بكل احترافية ومهنية عالية الجودة ذات مستوي عالمي وإعادة بنيته على أسس إستراتيجية معاصرة يستطيع من خلالها مجاراة القنوات الإعلامية المؤثرة في الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي والعمل على تطويره ليواكب كل المستجدات والأحداث الراهنة في منطقة الشرق الأوسط بمهنية واحترافية عالية الجودة لدفاع عن الوطن أمام كل تلك الحملات الإعلامية الشرسة الموجهة ضد هذا الوطن الغالي علينا جميعا.

وسوف أختم مقالي بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله عندما قال: أقولها بكل وضوح وصراحة: نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطننا، أقولها بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء وطلبة علمناودعاتنا والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وخطباء مساجدنا.. دافعوا عن دينكم قبل كل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، ودافعوا عن الأجيال القادمة، يجب أن نرى عملاً إيجابياً، ونستعمل كل وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام، ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم. لنستعمل القنوات التلفزيونية، ونستعمل الإنترنت.. وأنتم كل مرة تقرؤون ما فيه، وتعلمون ما فيه”.واختتم: “أرجو من الله – عز وجل – لكم السداد والتوفيق”.