شاركت قوات الحرس الوطني، بقوة وحزم في مشهد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، الذي وقع في الثاني من أغسطس عام 1990، وظهر لواء الملك عبدالعزيز الآلي في الخفجي، الذي أُطلق عليه وصف “اللواء الذهبي” ليخوض ملحمة بين ميادين العزة بالحد الجنوبي.

وأنتجت وزارة الحرس الوطني، فلمًا وثائقيًا بعنوان “اللواء الذهبي” ويسرد قصة التحرير، مستعرضاً الساعات الأولى من الاحتلال، لم يكن قادة اللواء يصدقون أن تقوم دولة عربية باحتلال دولة عربية أخرى، وقالوا: “خلال ساعات، تأكّدنا من صحة الخبر، وأن العراق احتل الكويت فعلاً”.

وأوضح قائد اللواء سابقاً لواء متقاعد تركي بن عبدالمحسن الفرم: “غزو العراق للكويت واجتياحه بلداً صديقاً كان مفاجئاً وأصابنا فعلاً بالذهول”، وبعد 48 ساعة من تأكيد الخبر، وصلت التعليمات إلى لواء الملك عبدالعزيز للتحرّك صوب الحدود السعودية – الكويتية، واتخاذ المواقع اللازمة، والاستعداد للدخول في الحرب متى صدرت الأوامر بذلك.

وفي 29 يناير، جاء أول اختبار حقيقي للواء الملك عبد العزيز الآلي، ففي هذا اليوم، احتلت القوات العراقية مدينة الخفجي؛ ليعلق اللواء ركن متقاعد محمد عبدالله القرني؛ أحد ضباط اللواء: “عقب دخول القوات العراقية إلى الخفجي، طُلب منا إعداد الكتبية السابعة، والتوجّه بها إلى المدينة، لبدء معركة التحرير.

وأضاف اللواء محمد القرني: “قبل بدء معركة التحرير، كان هناك عدد من جنود المارينز الأمريكان داخل المدينة، محاصرين من قبل القوات العراقية، وتلقينا تعليمات من القيادة السعودية بعدم المجازفة بحياة هؤلاء، والعمل على تحريرهم أولا، وبالفعل، ووفق خطة معنية، تم تحريرهم، وخروجهم سالمين من هذا الحصار”.

وصرح الجنرال “جيمس تايلور”؛ المستشار العسكري الأمريكي: “الشيء المفاجئ لي أنه كلما ترى معركة الخفجي، ترى وكأن المارينز الأمريكان هم مَن حررها، وهذا غير صحيح، فالأمريكان كانوا يختبئون وراء الجدار ومَن حررها هم السعوديون”.

وذكر الفيلم الوثائقي، أنه في بداية معركة التحرير، واجهت قوة الحرس الوطني ناراً كثيفاً من القوات العراقية من داخل الخفجي، بسبب تمركز قناصة عراقيين فوق برج المياه، فقرر لواء الملك عبدالعزيز تدمير البرج، واستمرت المعركة 72 ساعة، بعدها طهرت المدينة من القوات العراقية.

وأشار تركي الفرم، إلى أن: “قررنا تدمير برج المياه الذي تختبئ به العناصر العراقية، وهزمناهم شر هزيمة وحرّرنا الخفجي، ودخلنا إلى الكويت للمساهمة في تحريرها ونجحنا في ذلك، واليوم بعد 31 عاماً يدافع أبطال لواء الملك عبدالعزيز الآلي التابع للحرس الوطني في الحد الجنوبي عن حدودنا وسنبقى ندافع اليوم ودوماً”.