جمعت ملوك المملكة في بعض الأحيان مواقف جمعتهم برجال ونساء وأطفال أجانب ممن أقاموا في المملكة للعمل ولأسباب أخرى، ومنها ما استعرضته دارة الملك عبدالعزيز، عن أمينها العام المكلف، الدكتور فهد بن عبدالله السماري، الذي سرد ذكريات العديد من المقيمين الأمريكيين عن الحياة والعمل في المملكة في كتاب بعنوان “أصدقاء وذكريات”.

وقال بوب رابوسو موقفاً جمع بين والده والملك عبدالعزيز، وذكر أن والده كان يعمل في أرامكو، وعندما كان الملك المؤسس مسافرًا إلى الظهران تعطلت سيارته، فبحثوا عن ميكانيكي، وتم استدعاء والده لفحصها، وبالفعل تمكن من إصلاحها، وشكره الملك عبدالعزيز وأعطاه ساعة الجيب الخاصة به، ولها غطاء عليه صورة الملك، مضيفًا أن والده أعطاه فيما بعد هذه الساعة، وكان يقول له دائما: “ما أعظم هذا الملك لشعبه وبلاده”.

وذكرت كريستين يومان إن والدها اعتاد أن يحكي لشقيقها حكايات معظمها خيالية، وحكى لهما قصة اقتحام الملك عبدالعزيز قاعة المصمك بالرياض، مع ابن عمه وأفراد قوته، فظنت أنها مجرد حكاية إلى أن قابلت الملك فيصل بن عبدالعزيز في حفل افتتاح مدرسة الهفوف، وأدركت حينها أن القصة حقيقية.

وحكت “إليزابيث فالبي بينكهام” أنها كانت طالبة وعملت كممرضة متطوعة في قسم أرامكو الطبي في الظهران، وتولت مهمة الإسعافات الأولية، وعرض أفلام عن الصحة العامة التي أعدتها جامعة هارفرد للنساء والأطفال، واشتركت في عمل فيلم أنتجه المستشفى يوضح طرق غسل الطعام، ومنح أحد رجالات الملك عبدالعزيز والدها عملة تاريخية قديمة عليها صورة الملك عبدالعزيز، وتتضح على جسمه آثار المعارك الشهيرة التي قادها، فظلت قوة المؤسس وسلطانه محفوراً في ذهنها.

وكشف “ديان ناولاند” ذكرياته عن الملك سعود بن عبدالعزيز، وذكر أنه كان يدرس في مدينة الظهران، وأبلغوهم بأن الملك سيقابل الطلاب، ففرحوا بالأمر، وساروا في طابور إلى بيت الضيافة حيث يجلس الملك، وطلب منهم رئيس شركة أرامكو، فريد دافيس، أن يحيوا الملك، فظل ينظر إلى الملك سعود، وصافحه الملك، وأعطاه علبة من الحلوى، كما فعل نفس الشيء مع باقي الطلاب، مؤكداً أنها تمثل ذكرى جميلة بالنسبة له.

وأشارت “باربار ليشمان” إلى إنها قابلت الملك سعود وهي طفلة عندما زار الظهران، وكان حينها جالساً على المنصة ومحاطا بحرس من الجنود معهم سيوف قوية، ووزع الملك ريالات فضية، وناولها بعضاً منها، فأخذتها، واحتفظت بواحدة منها لعدة سنوات من حياتها.