بينما كنت أتجول في أحد شوارع حائل لفتت انتباهي عربة تُقدم الطعام المكسيكي اتجهت نحوها معجباً بالفكرة ‏وأخذني الفضول للحديث مع صاحب الفكرة لأتعرف على شاب في مقتبل العمر يُدعى “ضاري بن يوسف اليحياء “.

تحدث “اليحياء” قائلاً: ‏كانت بداية الحلم مع تخرجي عام ٢٠١٨م من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية بكالوريس ادارة اعمال، انتهيت من رحلة التعلم والغربة لأعود لوطني باحثاً عن درب بدايةٍ جديدة أحقق فيها أهداف كثيرة ‏تقدمت للكثير من الوظائف داخل المملكة ولكن الحظ لم يحالفني ففي كل مرة أصابُ بخيبة أمل وفي داخلي كم هائل من الإصرار لأبدأ بإنجاز ما أتمنى” .

واشار انه في بداية عام ٢٠٢٠م حصل على وظيفة تابعة لشركة الخليج للتدريب والتعليم بالشراكة مع أرامكو في منطقة حائل وكان الهدف من هذا المشروع تدريب المعلمين وطلاب المتوسط والثانوي ولكن للأسف غيرت جائحة كورونا من خارطة طريقه
‏وتم تعليق المشروع لحين انتهاء الجائحة .

‏وحينها بدأ الشاب ” ضاري ” بخوفه من المستقبل المجهول الملامح ‏وهنا لمعت في ذهنه فكرة الدخول بالتجارة وخاصة تجارة المطاعم ليبدأ بما هو شائع” عربات الطعام المتنقلة ” ‏وعندها تغيرت الأمور بالاتجاه الذي تمناه وكانت البداية على حد قوله بدراسة متطلبات السوق وبالفعل تحقق أولى بدايات النجاح مع انطلاقي عربته المتنقلة في شهر نوفمبر ٢٠٢٠م ليقدم الطعام المكسيكي وتوالى نجاحه بهذا المشروع عندما شعر بإعجاب الناس بهذه الفكرة والأهم إعجابهم بالطعام االمكسيكي والأسعار المعقولة .

مؤكداً بأن الطعام المكسيكي موجود في الأسواق السعودية ومشهور جداً ولكن في حائل كانت فكرته الأولى من نوعها وهذا السبب أحد مقومات نجاحها.

‏حدثني ضاري بن يوسف اليحياء بشغف حبه لمهنته وكنتُ أراقب في عينيه بريق الطموح الذي جعله يتحدى الظروف والعواقب ليحقق ذاته ليكون إنساناً يستحق كل الاحترام والتقدير والتشجيع بعدما واجه الفشل في الحصول على وظيفةٍ في مجال تخصصه .
‏شبابنا بحاجة لدعمٍ ينقلهم من حالة اليأس إلى خطوات الحلم ،‏بحاجة لتشجيع ينقل أفكارهم لواقع فالأمل بأن تحقق ذاتك لايحتاج سوى لإصرارٍ يُساندك بعد الوقوع ولتشجيعٍ يمسكُ بيدك للنهوض مجدداً ‏فالحياة تقسو ونحن من نملك زمام الأمور لنبدأ من جديد .