أصدرت اللجنة العلمية للمركز الوطني للسكري بالمجلس الصحي السعودي، اليوم الثلاثاء، بيانًا صحفيًا بشأن العلاج بالخلايا الجذعية لداء السكري النوع الأول.

وأوضحت اللجنة العلمية للمركز الوطني للسكري بالمجلس الصحي السعودي، أنها تابعت باهتمام ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وبرامج التواصل الاجتماعي حول خبر زراعة الخلايا الجذعية لأحد المصابين بداء السكري النوع الأول وما صاحبه من تساؤلات من بعض المرضى وغيرهم حيال هذه الطريقة في العلاج ومدی نجاحها ومناسبتها لمرضى داء السكري.

وأكدت اللجنة، أنه يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية ابتكارًا واعدًا في الحقل الطبي للعديد من الأمراض الوراثية والمزمنة، حيث أن هناك تجارب كثيرة في جميع أنحاء العالم أثبتت فائدة الخلايا الجذعية في علاج أمراض متعددة بما في ذلك داء السكري، إلا أن غالبية هذه التجارب غير معتمدة وتحتاج إلى مزيد من الدراسات والبحث كما أن المنتجات نفسها تحمل مخاطر محتملة.

وأشارت إلى أن هناك نوعان من طرق العلاج بالخلايا الجذعية في علاج داء السكري النوع الأول: حقن الخلايا الجذعية العشوائية في جسم الإنسان، حيث تتميز هذه الخلايا الجذعية إلى أعضاء أو خلايا يفتقر إليها الجسم ولكن دون أي سيطرة ويتم إجراء هذه الطريقة في مناطق مختلفة من العالم دون الاستناد على أسس علمية.

ويعد النوع الثاني: تطوير الخلايا الجذعية إلى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في المختبر، ثم يتم حقنها في الانسان المصاب بداء السكري، وقد تمت الموافقة على هذه الطريقة من العلاج للتجارب السريرية منذ عقدين من الزمن وتظهر نتائج واعدة في الحيوانات، بينما لم يتم دراستها بشكل متكامل في البشر.

وذكرت أن الوضع الراهن وحاليا هناك العديد من الدراسات في العالم لاستكشاف فاعلية وسلامة الخلايا الجذعية المتمايزة إلى خلايا بيتا المفرزة للأنسولين في علاج داء السكري النوع الأول ، وما تم نشره مؤخرا في إحدى تلك الدراسات التي أجرتها إحدى شركات الأدوية حيث حصل مصاب يدعی برایان في 29 يونيو 2021م على حقنة من الخلايا الجذعية المنتجة مخبريا ومنذ ذلك الحين يعيش كما يصف المصاب نفسه الحياة الطبيعية بدون الأنسولين أو مخاطر نقص السكر في الدم الحاد الذي كان يعاني منه قبل العملية.

وأفاد أيضا أنه يتلقى العديد من الأدوية المثبطة للمناعة لتجنب تدمير الخلايا المحقونة حديثأ بواسطة جهاز المناعة، مضيفًا في الخبر أن هذه الخطوة هي بداية تجرية مدتها خمس سنوات حيث ستشمل زراعة الخلايا الجذعية لعدد 17 مصابًا ومتابعتهم لمدة خمس سنوات من تاريخ الزراعة لتقييم فعالية وسلامة هذه الخلايا الجذعية.

وحذرت اللجنة من الطريقة الأولى للعلاج التي تعتمد على الخلايا الجذعية العشوائية، وذلك بسبب ارتفاع مخاطر حدوث مضاعفات بما في ذلك تطور أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة التريث في الحكم على نجاح طريقة العلاج الثانية التي تعتمد على استخدام خلايا بيتا المطورة من الخلايا الجذعية، حيث أن هذه التجربة تحتاج إلى مزيد من الوقت لا يقل عن خمس سنوات لاستكشاف فاعليتها وأمانها على المدى الطويل.

ونبهت من عدم الخلط بين الطريقتين في علاج داء السكري النوع الأول بالخلايا الجذعية حيث إن الطريقة الأولى المعتمدة على الخلايا الجذعية العشوائية لا تستند الأساس علمي وتحمل الكثير من المخاطر، وتؤكد اللجنة على التطور المضطرد في علاج كثير من الأمراض وأن استخدام الخلايا الجذعية في علاج داء السكري النوع الأول هو طريقة علاج واعدة نأمل أن تنجح وتساهم في تغيير حياة الكثيرين من المصابين بهذا الداء، ولكن يجب أن ننتظر اكتمال الدراسات والخروج بالتوصيات النهائية.

ولفتت اللجنة الانتباه إلى أن إنتاج خلايا بيتا من الخلايا الجذعية يتطلب مختبرًا متطورًا جدا وتحت ظروف غاية في التعقيد، من أجل هذه العملية المعقدة لذا فإن كثير من دول العالم تتطلع لاكتمال هذه الدراسات في المختبرات العالمية المعتمدة ومن ثم اعتماد الخلايا الجذعية لعلاج داء السكري النوع الأول.