قالوا في الأمثال قديما -عادت حليمة لعادتها القديمة- وقالوا في العامية -بو طبيع ما يجوز من طبعه- أو -بو طبيع ما يترك طبعه- وكلها تصب في أن الإنسان قد يغير من طباعه ويجاهد نفسه على ذلك ولكن ما يلبث أن يعود سريعا لذلك الطبع القديم الذي قد تركه وإن كانت مدة تركه لطبعه عام أو عامين أو أكثر من ذلك أو أقل، وقد ينجح البعض في أنه لا يعود لطبع قد تركه؛ لأنه لا يزال يجاهد نفسه على ذلك بكل قوته، ولكن هناك من يغتر بنفسه إذا رأى أنه تغير للأفضل فيبدأ بـ اللامبالاة ويترك جهاده ذاك في تغيير نفسه، شيئا فشيئا يعود للمربع الأول وكأنه لم يتغير، وإن نبهته على ذلك سينكر عليك، لأنه لا يتذكر إلا فترة تغيره وحدها، ويظن أنه لم يرجع لطبعه القديم!

إن كنت عازما على التغيير من نفسك للأفضل فأعلم أنك ستجاهد نفسك كل يوم ولا تركن لما وصلت إليه فشيئا وشيئا وستعود للمربع الأول وكأنك لم تفعل شيئا.