الشهرة سلاح ذو حدين عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعالم الإنترنت تجعل من حياتك الشخصية كالكتاب المفتوح يقرؤه القاصي والداني ، وقد يفقدك المرؤة والأخلاق.. وتجعل مما تتطرحه مزحة ونكتة ، يتداولها الغير ؛ فتترك في النفس ألم دون وعي و إدراك منك..

لقد رأيت البعض يتقمص دور  شاعراً ، و ممثلاً ، وعارض للأزياء … وغيرها وهو لا يمت بذلك صلة ، غير أن يكون أضحوكة لغيره ، وفي حقيقةً الأمر هو ليس كذلك ، بل يتصنع ذلك ويفعل ماينافي قيمه و مبادئه ليكنُ مشهوراً ، معتقداً إنها سبيلا إلى الثراء السريع.

الشهرة لن تجعلك تعيش في راحة  تامة واستقرار ، وسعادة حقيقية ، فـكل شيء سيكون محسوباً عليك في حياتك ، فكلما التفت برأسك يميناً أو يساراً ، ستلاحظ بأن كل شيء حُسب عليك من قبل المجتمع الذي تعيش فيه وأصبحت حقيقة للكل بأنك فعلاً أنت ذاك صاحب الشهرة ، فالفطين منهم يعرف أنك لبست رداء ليس لك.

و إن كنت تريد الشهرة حقاً ، ابحث عن موهبة تمتلكها وأجعل لنفسك حق الظهور بما يرضي الله والنفس، الموهبة هبة من الخالق لخلقه ، فلا تتصنع وتلبس لباس غيرك ، فربما يكون عليك واسع وبشع المنظر ، لأنه لم يكن لك ، هل تستطيع أن تلبس لباس غيرك !! يزيد وزناً ، وطولاً عنك ، ثم تظهر أمام البشر والمجتمع ؟

إن كان “لا”

اعلم أنك تمتلك عقلاً وتستطيع أن تكون موهوب بالمحتوى الذي وهبك الله به ، وتصنع من نفسك هدف تكسب به النفع والتعلُم.
وإن كان “نعم”

اعلم إنك قد تحتاج إلى مراعاة للمشاعر ، وتحتاج إلى طبيب نفسي.. أصنع لك أجراً تنتفع به في رحيلك من الدنيا !

أشكر خالقك لجعل موهبتك خيراً لك، نفعت غيرك بالنصح والطريق الصحيح للشهرة.. ولكن لا تتصنع بشيء لم يكن لك.

كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في بيته المشهور : وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا