تعاونت شركة البحر الأحمر للتطوير، الشركة المطورة لأحد أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحاً في العالم، ووزارة الثقافة لتوحيد جهودهما المشتركة، في مجالات الآثار والتراث والتاريخ والسياحة المستدامة على امتداد ساحل البحر الأحمر ، حيث تم عقد اتفاقية لإطلاق أول مشروع للتنقيب عن الآثار تحت الماء.

وقال جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير: “تشتهر منطقة ساحل البحر الأحمر في المملكة ا بتاريخها الغني وإرثها العريق، إذ يعود تاريخ هذه البقعة المفعمة بالأصالة في قلب طرق التجارة العالمية إلى عدة قرون. ومن شأن التعاون مع هيئتي التراث والمتاحف أن يتيح لنا استكشاف الأهمية التاريخية لهذه المنطقة الفريدة وضمان الحفاظ على اكتشافاتنا، وذلك تماشياً مع التزام شركة البحر الأحمر للتطوير بتعزيز الجمال الطبيعي والقيمة التاريخية الاستثنائية للبحر الأحمر، ونتطلع قدماً للتعاون مع شركائنا عن كثب لتعزيز جهود حفظ التراث في المملكة”.

وتمتلك المياه الساحلية للبحر الأحمر العديد من المواقع البارزة ذات الأهمية التاريخية، وتسهّل هذه الشراكة إرسال بعثة استكشافية تقودها جامعة نابولي “لورينتال” لتنفيذ أول مشاريع التنقيب الأثري تحت الماء في المملكة.

وأوضحت الدكتورة كيارا زازارو، مدير البعثة الاستكشافية للتنقيب عن حطام السفينة والأستاذ المساعد في علم الآثار البحرية لدى جامعة نابولي “لورينتال” في إيطاليا: “يعتبر حطام السفينة الخشبية الغارقة الأكثر سلامة والأفضل حفظاً في مياه البحر الأحمر خلال الوقت الراهن، ومع حمولتها المذهلة من الجرار والخزف والتوابل، تمثل هذه السفينة التجارية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر شاهداً على الأنشطة التجارية المكثفة التي احتضنها البحر الأحمر قبل افتتاح قناة السويس، ويمثل الهيكل الخشبي الذي بقي محفوظاً حتى يومنا هذا دليلاً فريداً على وجود صناعة السفن والقوارب الضخمة والباهظة التي لم تكن معروفة من قبل في المنطقة”.

وأضاف باغانو: “لن يتم انتشال بدن السفينة الذي تحول إلى شيء يشبه الخشب المتحجر وحوالي 4 آلاف جرة خزفية مزخرفة من مختلف الأشكال والألوان والتصاميم، والتي تكلست بدورها أيضاً لتصبح كتلة صلبة، حيث ستبقى في مكانها لتصبح قبلة للغطاسين، ويسهم هذا الأمر في إرساء الأسس لواحدة من أكثر وجهات الغوص تميزاً حول العالم على عمق أقل من 25 متراً في قلب المياه الهادئة والصافية”.