للوهلة الأولى أعجبني المثل الشامي حينما سمعته
” من هالك لمالك لقباض أرواح ” وأخذت أدرج وأحُبك في مخليتني سيناريوهات لوقائع حقيقية أبطالها يأخذون الأوسكار في التمثيل وإن أختلف التجسيد وطبيعة المشاهد وتقمص الأدوار .
كيف حالك ؟
الحمدالله بخير !
ذاك السؤال وتلك الإجابة باتت مثل أكسير حياه
أعتدنا على قول ذلك لنربح المراهنة مع الذات والسباق نحو السعادة دومًا نتجمل الابتسامة ونكسو أجسادنا أناقة الرضا لنحافظ على المظهر العام لياقة القلب نعيش كُل التناقضات بتوازن رهيب ” ولله في خلقه شؤون ” كم نحن خبراء في قمع أنفسنا لأجل الآخرون لأجل قناعات ربما من باب الرضا ربما أم نحن أذكياء جدأ لنفهم قانون المد والجزر وأن كُل شئ حقيقي حتى الكذب .

وعلى لسانها قالت ؛ السادسة مساءً بتوقيته تعني العاشرة مساء عندي أربع ساعات تفصلنا لم أعلم أن فرق التوقيت قد يتحكم في أمور كثيرة في حياتي قبل هذا اليوم وقبل أن تنهي جملتها الأخيرة تعبت أين أنا من كل هذا أين عنفواني وأنا صبية أين أحلامي بحياة زخرفها نقوش كريمة .

تلك الصديقة التى ما كانت تسابق الزمن حسابات البوصلة بمفكرتها لا تستثني الثانية عن حسبتها صباحا تسابق الصحو إفطار وتحضير الوجبات كتعبيرها “على السريع ” توصيل أبنيها الى محافلهم مع دفعها التكاليف الدراسية ( الإتفاق مناصفةً ولكنه تهرب كعادته ) تذهب الى عملها والبوصلة تحسب بصمة التأخير تراودها .

تبدأ بمهام عملها وعقلها بأوراقها وتوقيت انجازها وفؤادها مشغول يترقب الهاتف أي مشكلة ستحدث هل الوكيل أم المرشد أم المعلم يخبرني بحضور ولي الآمر لمناقشة أمر ما وتراود مخيلتها فواجع القدر … زميلات وقهقات وحواديث بعضها يجلب بالكآبة لسن أفضل حالا منها ( بتعبيرها ) .. والبوصلة تحسب تهاتف وتطلب خدمة التوصيل لتذهب وتصطحب ابنيها ! نسيت أن أخبركم تدفع زيادة الجلوس المتأخر ” ساعة فرق التوقيت ” ونعود لبوصلة صديقتي ثم تذهب تشتري غداء لأنها بالطبع منهكة لا تستطيع تحمل مئة وعشرون دقيقة تطبخ مع سماع مشاكسات الصغار على التلفزيون والآيباد والألعاب ثم تحاول اختلاس جزء من توقيتها لتهدأ عقاربها وتبدأ رحلة الدرس ثم تذهب للتسوق وتأمين المنزل من نواقص وضروريات .. فجاءة يخبرها ابنها لديه صف تدريب رياضة وهناك لون معين للتدريب أخبروه بذلك تذهب به الى محل الرياضة وتختار له الزي المناسب بعد عده قياسات وتخجل عندما تطلب من البائع تبديل المقاس هذا مناسب وذاك لا وحولها من هُن لنفس السبب !!! تصل شقتها وإذا بالحارس بإنتظارها ليخبرها عليها دفع بقيه الإيجار مع مبلغ تكلفة اصلاح المصعد العطلان وإجرتي في المساعدة بتحميل الطلبات وغيرها تسترجع بوصله حسابات رصيدها كم المتبقى لموعد استلام الراتب القادم !
هل مللتم من تكرار كلمة الحقيقة ؟ أم من العثور عليها بات جحيما .

وتنقضي البوصلة في التاسعة آمرتهم بالنوم واعدة إياهم بزيارة ممتعه للحديقة في العطلة الأسبوعية .. تناولت هاتفها لتطمئن عليه وتخبره ستخلد للنوم باكراً وتسللت الى سريرها وتهيأ لها نوبة بكاء ستزورها ( لكنها لم تفعل )لامت نفسها وتصرفها الأرعن وعدم قدرتها على البكاء لم تكذب عندما أسرت غيابه وحضوره سيان منذ متى كان هنا أو هناك ؟

كنت أنظر إليها بعين المشفقة تقمصت جميع الأدوار وتارة أنظر إليها بعين الفخورة الأمومة سلاح أثبتت أنها راهنت على الزمن وتارة أنظر إليها بعين الغريق الذي ينتظر من ينتشله من مسلسل المسؤليات التي لا تنتهي تكبُر وتتشعب ماذا فعلت بنفسها كم اختلفت من الداخل والخارج .
لتقول ؛ ما عدت أعرف نفسي !
لأتساءل هل الاختيار الخاطئ أم التوقيت الخاطئ ! لينطبق عليها المثل من هالك لمالك لقباض أرواح ..!