في الوهلة الأولى عندما نذكر مصطلح “غموض” تتوارى لنا عدة أفكار…

شعور غير مريح، غير آمن، إحساس بالضياع، الوقوع في حيرة، توقعات سلبية، مفترق طرق، موت أو حياة غيرها وغيرها من المشاعر المتقلبة، والمتشعبة، والمتداخلة، والمتشابكة في بعضها البعض…

بيد أن الغموض في نفس الوقت يحمل في طياته العديد من المزايا والتي تعمل على غريزة حب الإنسان للفضول، وبالتالي الاستكشاف والتحدي للوصول في تحويل الغموض إلى بر أمان…

والغموض يعتبر دافع للإنسان كي يخوض التجربة…

من طبيعة الإنسان حب الإحساس بالأمان، بالألفة، بإكمال الحياة على ما تعود عليه، وألفت له نفسه، وحماية الذات من الآلام، والصدمات، ومن تكبد الخسائر…

بيد أن إحساس الأمان، ولذة الشعور به قد يحرمك من خوض التجارب
قد يحرمك من المغامرة
قد يحرمك من خوض كل جديد
ويوقعك في شباك الروتين القاتل والحياة الباهتة
فتتحول إلى “مستر عادي”!

مستر عادي هدفك بالحياة:
تنام كعادي، تأكل كعادي، تشرب كعادي، تستيقظ كعادي، تدرس كعادي، وتعمل كعادي، وتتزوج كعادي، وتنجب وتربي كعادي، وتنتج أفراد عاديين لا يضيفون إلى الحياة أي شيء!

وبالنهاية تموت كعادي، عجوز، طاعن بالسن، يتحلطم على الماضي لماذا عاش الحياة كعادي؟

كبير بالسن جالس بالركن، كئيب، تعيش حالة من الخرس
لا تنطق إلا بكلمات مليئة بالندم، تحمل داخلها غصة عميقة “ليتني ما عشت كعادي”…

تتحول إلى ذلك الطاعن بالسن الكئيب، والذي لا ينطق إلا بنصح الشباب ألا يعيشوا كعاديين، وأن يخوضو التجارب، وأن يخترقوا بوابة الغموض لعيش المغامرة…

نعم إن إختراق بوابة الغموض، لا يأتي هكذا مجانا!

فبوابة الغموض تحتاج منك إلى إشعال غريزة الاستكشاف، وحب المغامرة، وتحويل الرتابة إلى ارتفاع في الأدرينالين من خلال الشعور “بالخوف، والحيرة، والتذبذب، والتوقعات السلبية المخلوطة بالإيجابية”

يا من تقرأ مقالتي
رجل أم إمرأة، مراهق، أو شاب، أم في منتصف العمر
لم يفت الأوان…

عش الحياة بطولها وعرضها
لا تجعل الخوف من الغموض يقتلك، ويدفنك…

تخصص تخاف منه! أدرسه
لغة لا تجيدها! تعلمها
وصفة لم تجربها! أطهيها
مدينة غامضة بالنسبة لك! سافر إليها
ملبس لم تعتاده! البسه
منصب تريد الحصول عليه! ثابر كي تصل إليه
مكان لا يعجبك! انتقل منه
مدينة لم تعد تحتملها، أو تتحمل أهلها! أتركها
امرأة أعجبتك، وتأكدت أنها فتاة أحلامك! تقدم لها، وعش الحب والعاطفة بكل تفاصيلها، وأجعلها شريكة حياتك لتكمل رحلة الحياة معك
عمل لا تجد نفسك فيه! أبني نفسك كي تنتقل لعمل آخر يعبر عنك، تبدع فيه، يعطيك وتعطيه
لعبة مخيفة لك! ألعبها
لديك مخاوف! عبر عنها للشخص المقرب لك

أرمي النرد…….

خض التجربة وأرمي النرد ولكن بحكمة

جرب، وغامر، وأستكشف، أنقل، تعلم، ألبس، كُل، أبني، أهدم، حُب وأنحب

لا تجعل من الخوف يقتلك
لا تجعل الخوف يدفنك
لا تجعل الخوف يعيقك عن الحياة
ما لحياة إلا مرة واحدة
عيشها بطولها وعرضها
وأرمي النرد

هكذا تعلمت