يعد الانهيار الاقتصادي الحالي هو الأكبر في تاريخ لبنان، الأمر الذي تسبب في أزمات عديدة من انقطاع للكهرباء والمحروقات، وارتفاع أسعارها وصعوبة تأمينها.

ومن المتوقع أن تكون شهور الشتاء المقبلة أكثر حدة وتأثيراً على سكان لبنان التي عادة ما تشهد فصلاً قاسياً سينقلهم من مواجهة الحر بلا تكييف وتبريد، إلى معاناة مع البرد القارس، دون مصادر طاقة للتدفئة.

ويعمل اللبنانيون، مع بداية شهر سبتمبر من كل عام، على تأمين محروقاتهم ومستلزمات التدفئة، إلا أن أزمة انقطاع المحروقات، منعت العدد الأكبر منهم من تأمين المازوت اللازم لهم خلال فصل الصيف كما جرت العادة، إذ تحول المازوت طيلة الأشهر الماضية إلى سلعة نادرة تخضع للسوق السوداء، ولا يزال يهدد انقطاعها كافة القطاعات الحيوية في البلاد، من صحة وتعليم ومرافق عامة ومؤسسات ومتاجر.

ووجهت الجهات المسؤولة في لبنان ضربة قاضية إلى الشعب اللبناني بعد قرار رفع الدعم كليا عن المحروقات منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي؛ حيث لن يكون بمقدورهم شراء المادة بأسعارها الخيالية الجديدة، بعدما تضاعفت أكثر من 5 مرات، وبات الحصول على صفيحة مازوت واحدة يكلف ما يقارب نصف الحد الأدنى للأجور المحدد في لبنان.

وتشهد لبنان ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع والمواد الأساسية كافة، لاسيما بعد انهيار القدرة الشرائية لليرة اللبنانية وتضاؤل قيمة صرفها أمام الدولار، مما أدى إلى حدوث انهيار اقتصادي هو الأكبر من نوعه حيث صنف من أكبر 10 انهيارات على مستوى العالم.