يعتبر السعال المصاحب ببلغم دموي من الأعراض الهامة لأمراض الجهاز التنفسي ، وعادة ما يسبب هذا العرض خوفاً شديداً لدى المريض عند مشاهدته الدم في البلغم ، ويظن أن الأمر خطير جداً ، وقد يكون كذلك ، ولذلك فلا بد من التعامل بحرص شديـد مع هـذا العرض ، فقد يكون بسيطاً جداً وقد يكون لا قدر الله دليل مرض خطير .

ويتم تصنيفه حسب شدته إلى نوعين يوضحهم لنا د .عماد الدين كامل مرسي أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض:

النوع الأول ( البسيط ) ، وهو عبارة عن نزف بسيط أو ظهور خطوط دموية ملتصقة بالبلغم، أما النوع الثاني ( الشديد ) ، فهو الذي تزيد كمية الدم فيه عن 600 مللم في خلال يومين ، ويصادف السعال المصحوب ببلغم دموي في كثير من الأمراض الصدرية مثل إلتهاب الشعب الهوائية ، وخراج الرئة ، والدرن الرئوي ، والإلتهاب الرئوي ، وتوسع القصبات ، وكذلك أورام الجهاز التنفس ، وأمراض الجهاز الوعائي مثل تضيق الصمام التاجي والصمة الرئوية ، والتشوهات الوعائية والأمراض المناعية مثل داء الذئبة الحمراء ، كما أن هناك بعض الأدوية أو السموم التي تؤدي إلى هذا العرض مثل الكوكايين ، ومميعات الدم ، وفي أحيان أخرى يكون هذا العرض بدون سبب واضح .

ولكي يتم تشخيص المرض المسبب لهذا العرض ، فلابد من أخذ القصة المرضية بشكل مفصل للتأكد من أن مصدر الدم هو الجهاز التنفسي وليس الجهاز الهضمي ( قيء دموي ) أو البلعوم الأنفي .

وكذلك لا بد من الفحص السريري بدقة وعناية ، وأيضاً يفضل تقدير كمية الدم الخارجة ، وذلك عن طريق تجميعها على مدار اليوم .

وتأتي الخطوة التالية في التشخيص باستخدام الفحوصات اللازمة مثل أشعة الصدر ، ودراسة البلغم من حيث الصبغ والزراعة وتحاليل الدرن والخلايا السرطانية ، ودراسة غازات الدم ، وكذلك فحص البول .

أما الخطوة التالية فهي عمل منظار للشعب الهوائية للمرضى الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بالأورام السرطانية ( وحتى وإن كانت كمية الدم قليلة وأشعة الصدر سليمة ) .

وعوامل الخطورة للإصابة بالأورام السرطانية عديدة وتشمل :

( 1 ) الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً .
( 2 ) المدخنين بإستمرار ولسنوات عديدة ,
( 3 ) إستمرار البلغم الدموي لأكثر من أسبوع .
( 4 ) ظهور تغيرات غير طبيعية بالأشعة العادية للصدر .

وعلاج هذا العرض يعتمد على معرفة السبب الحقيقي ، وكذلك على كمية الدم المصاحب للبلغم ، ففي حالة النوع الأول ( البسيط ) يكون عادة بعلاج السبب المباشر من التهابات وغيره .

أما في حالة النوع الثاني ( الشديد ) والذي تزيد كمية الدم فيه عن 600 مللم في خلال يومين أو الكمية التي تؤدي إلى ضعف أو فشل الوظيفة التنفسية ، فهنا يجب التأكد من كون الممرات التنفسية سالكة وغير مسدودة ، والحفاظ على نسبة الأكسجين في الدم مثالية ، وتحت المراقبة المستمرة في غرفة العناية المركزة ، وإعطاء الأدوية المهدئة ، والمثبطة للسعال ، وإذا حدث هبوط في ضغط الدم ، يتم تعويض المريض بالسوائل ونقل الدم ، وعندما تستقر حالة المريض ، يتم إجراء الفحوصات اللازمة ( منظار شعبي … وخلافه ) أو التدخل الجراحي العاجل ـ إن لزمت الجراحة .

وفي النهاية ينصح جميع المرضى بعدم الخوف أو الذعر لدى رؤيتهم الدم في البلغم ، ومراجعة الطبيب المختص فوراً ، وكذلك ينصح جميع المدخنين بالإقلاع عن التدخين فوراً ، لسلامتهم ، وسلامة من حولهم .