استعرض الكاتب خالد المطرفي أبعاد دقيقة في صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نيوكاسل يونايتد، مؤكدا أن المملكة تملك في جعبتها الكثير من المشاريع والرؤى التي تتجاوز حدودها الجغرافية، إلى مساحات عالمية واسعة.

وقال المطرفي في مقاله بجريدة “الرياض” إن الاستحواذ سيمنح الرياض نفوذًا سياسيًا قويا في عاصمة الضباب اللندنية بعد امتلاكها أحد أهم أدوات القوة الناعمة، وهو النادي العريق الذي تأسس في التاسع من ديسمبر 1892، وهو سابع أكثر الأندية الإنجليزية تحقيقاً للبطولات، ويعد ملعبه الخاص سانت جيمس بارك، أحد أكبر ملاعب إنجلترا، الذي يتسع لـ 52 ألف متفرج،.

وأشار إلى أن في فبراير2017 استعرض مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تقريرًا مترجمًا عن دراسة مشتركة نشرتها المجلة البريطانية للسياسات الدولية، بعنوان “الأحداث الرياضية.. واستراتيجية القوة الناعمة بالنسبة للدول.. دراسة لحالتي بريطانيا (2012) وألمانيا (2006)”، قدم خلالها نموذجين مختلفين لاستثمار الرياضة كقوة ناعمة؛ إنجلترا (الألعاب الصيفية الأولمبية 2012)، والحالة الألمانية (كأس العالم 2006)، التي استخدمت هذه الفعالية لصناعة الصورة والتغلب على بعض النمط الشائع عنها وارتباطها بالإرث التاريخي للنازية.

وأكد المطرفي أن الرياضة تُسهم اليوم في إبراز صورة وهوية الدولة على الساحة الدولية، وتعزيز الفخر بإنجازات أنديتها ومنتخبها الوطني؛ بل أصبحت أحد أدوات القوة الناعمة الفاعلة في المجال الرياضي، وهي بمثابة دفاعات صاروخية إنسانية عابرة للقارات.

وأضاف المطرفي أنه من المتوقع ارتفاع شعبية المملكة لدى نصف سكان الكرة الأرضية، على اعتبار أن 3,2 مليارات متفرج قد شاهدوا عبر التلفاز المنافسة المثيرة بين (ليفربول) و(مانشستر سيتي) على لقب دوري 2019، ويكفي أن نعرف أن حقوق مشاهدة المباريات تبث في فضاء 188 دولة حول العالم، فما رأيك إذا اقتربنا من نصف هذا الرقم فقط من بين مشجعين يحملون صورًا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في ملعب (سانت جيمس بارك) الخاص بنيوكاسل”.

وأشار المطرفي إلى أن المملكة تهدف من خلال التمدد في الاستثمارات واستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مثل “السوبر الإيطالي والإسباني، والفورملا إي، والفورملا 1، ورالي داكار والملاكمة، وغيرها، إلى تسويق أفكارها وطروحاتها ومشاريعها ومبادئها أمام المجتمعات العالمية، ناهيك عن استثمار صورتها خارجيًا في إطار الرياضة التي تعد الأكثر والأسرع انتشاراً.