حذرت الدكتورة أكرام أبوالمجد أخصائية النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض من زيادة الوزن خاصة للنساء والرجال المرضى بالسكر،وقالت: أن زيادة الوزن بالنسبة للنساء تؤدي إلى تكيس في المبايض، وأن مضاعفات مرض السكري على الحمل قد تؤدي إلى الإجهاض،وطالبت بضبط الغذاء والاهتمام بالتمرينات الرياضية لمن يشتكون من ارتفاع السكر جاء ذلك في حوارنا معها،وفيما يلي نصه:

* ماهي السمنة ؟

– هي تراكم غير طبيعي للدهون في مخزون الأنسجةالدهنية في كل أجزاء الجسم نتيجة لوجود مادتي اللبتين والأديبونكتين وهي سلسلة من حمض نووي يتكون نتيجة لوجود مادة صبغيةأوجين على الكروموسوم رقم 6 وتسير في الدم حيث تتحكم في الجهاز العصبي تجاه سلوك الشخص للطعام وشهيته له،والتوازن بين الطاقةالمكتسبة والمفقودة بالجسم.

* هل هناك إضرار ومضاعفات على زيادة الوزن ؟

– هناك دليل قاطع على وجود علاقة قوية بين زيادة الوزن وحدوث نسبة الوفيات بين مرضى السكري حيث تزيد أربعة أضعاف في الذين يتمتعون بوزن زائد،والتهاب الزائدة الدودية الحاد تزيد نسبة الوفيات به بسبب الجراحة والتخدير في المرضى ذوات الوزن الزائد،كذلك حوادث الطرق تزيد النسبة بين البدناء أما لعدم تيقظهم أوحجب رؤية الطريق أمامهم لبدانتهم،وزيادة نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم،أمراض القلب خاصة الذبحة الصدرية-مرض السكري –النقرص–أمراض الغدة الصفراوية(المرارة)–أكثر أمراض السرطان انتشاراً والعياذ بالله مثل:سرطان القولون والمستقيم–سرطان الرحم وسرطان الثدي بعد سن اليأس.

* مامدى تأثير السمنة على الإنجاب ؟ 

-زيادة الوزن عامل رئيسي لحدوث تكيس المبايض وما يصاحبه من انقطاع الطمث والعقم الأولي والثانوي حيث يفقد المبيض القدرة على الإباضة في 35 % – 60% وذلك للأسباب التالية:
1- تحويل هرمون الأندروجين في الجسم إلى هرمون الاستروجين.
2-نقل نسبة البروتين الذي يتحد مع الاستروجين في الدم فيصبح حراًليعطى تأثيره.
3-زيادة نسبة الأنسولين التي تساعد على تحفيز خلايا المبيض لإنتاج المزيد من الاندروجين.
كل هذه العوامل تؤدي إلى إحباط التبويض وبالتالي انعدام إمكانية الحمل،ولكن سبحان الله من ناحية أخرى وجد أنه في حالة المجاعات تكون هذه الخاصية (أي تكيس المبايض) عاملاً للحفاظ على الفرع البشري حيث يفقد الأشخاص ذوات الأوزان الطبيعية والذين لايتمتعون بوزن زائد،وبالتالي تكيس المبايض القدرة على حدوث الحيض والخصوبة والانجاب ، بينما الآخـرون (مرضى تكيس المبايض) يستعيدون قدرتهم على الإباضة وانتظام الحيض،وكذلك الإنجاب،والحفاظ على النوع . ووجد أن سبب هذ التكيس وجود جين على الكروموسوم رقم 19 يعرف بـ GENE THRIFTY أوجين البخل حيث هذه الظاهرة كانت معروفة لدى الرعاة القناصون حيث تتراكم الدهون لديهم حول الأمعاء لكثرة تناولهم لما يصطادون من أطعمة طوال اليوم تسبب السمنه وتكيس المبايض لديهم حيث لديهم خاصية عدم فقدان هذه الدهون على هيئة حرارة عن طريق أطرافهم في الأجواء الباردة وتظل باردة ويظل المخزون لديهم على عكس الإناس ذوات الأوزان العادية.

* هل الإصابة بمرض السكري يؤدي إلى مضاعفات؟

-يوجد نوعين من الإصابة بمرض السكري:
1-مايعرف بالنوع الأول ويكون سببه عدم قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين بواسطة خلايا (Bcells) نتيجة لمرض المناعة الذاتي الذي يدمر الخلايا ويعالج بحقن الأنسولين وهذا لايكون بالضرورة مصحوب بزيادة الوزن.
2-النوع الثاني وتسببه السمنة ويكون نتيجة لحدوث اكتساب الجسم مناعة ضد عمل الأنسولين حيث يكون معدل إفراز الأنسولين طبيعي ولكن لايعمل على حرق السكر بالدم وتزيد نسبته أي السكر كحالة مرضية تؤثر تأثيراً ضاراً على الأعضاء الحيوية بالجسم وتغيرات بالأوعية الدموية والأطراف العصبية مع مرور الوقت وتسبب الكثير من المضاعفات وهذا النوع لايعالج بالأنسولين لكن بعقاقير حديثة مثل:الميتفورمين–بيوجليتازون وروز جليتازون حيث تساعد هذه المواد على زيادة نسبة الأنسولين بالجسم.

*وماهي أهم مضاعفات مرض السكري على الحمل والولادة ؟ 

-هناك العديد من المضاعفات لمرضى السكري ومنها على النحو التالي:

1-صعوبة التحكم في ضبط نسبة السكر بالدم بحقن الأنسولين لوجود الحمل مما يسبب مضاعفات على صحة الأم خصوصاً على الكلى والعين مما يحدثه من تغيرات بالأوعية الدموية الدقيقة.

2-زيادة معدل الإجهاض.

3-زيادة حدوث الوفاة الفجائية للجنين بداخل الرحم في 25% من الحالات وخاصة في الشهر التاسع.

4-زيادة نسبة حدوث الولادات المبكرة ومالها من تأثير ضار على الجنين وكذلك الأم حيث تزيد نسبة وفيات الأطفال المبتسرين وكثرة عرضتهم للأمراض المكتسبة.

5-زيادة الفرصة للإصابة بتسمم الحمل في ثلث الحالات ومالها من مضاعفات خطيرة على الأم والجنين.

6-زيادة نسبة السائل الأمنيوسي في 30% من الحالات مما يزيد الفرص لحدوث مضاعفات للأم والجنين،مثل: الولادة المبكرة – نزف ما بعد الولادة- وفاة الجنين نتيجة نزول الحبل السري قبل الجنين، بالإضافة إلى زيادة التدخل الجراحي أيضا لهذه الحالات.

7-وجود تشوهات بالجنين في حوالي 6% من الحالات وأهمها تشوهات القناة العصبية ومالها من مضاعفات على حياة الطفل.

8-زيادة حجم الجنين وماقد يؤدي إلى التدخل الجراحي أو مضاعفات للجنين في حالة الولادة الطبيعية.

9-قد تحدث التهابات بقناة الولادة أوبالثدي في أثناء فترة مابعد الولادة وتقل فرصة الرضاعة الطبيعية.

*وماذا عن إرتفاع ضغط الدم وتاثيره على الحمل والولادة ؟

-قد يؤدي إلى تسمم الحمل وماله من مضاعفات خطيرة نسبة الوفيات من 5 – 10% من الأمهات، و30% للأجنة ونصف الحالات يكتسبوا ارتفاع دائم في ضغط الدم بعد الولادة  يحتاج إلى علاج دائم، وكذلك تتكرر الإصابة بالمرض في مرات الحمل التالية،وكذلك الإصابة بالجلطات الدموية الوريدية بالساقين،وكذلك الرئة ومالها من خطورة عالية على حياة الأم،والإصابة بدوالي الساقين،وكذلك تؤثر السمنة في حالات التدخل الجراحي والتخدير العام والنصفي من صعوبة وخطورة على حياة الأم،إضافة إلى المضاعفات النفسية حيث منها فقدان الثقة بالنفس والاكتئاب والعزلة مع صعوبة العمل،تقييد الشخص والحد من حرية حركته مع صعوبة في التنقل والعناية بالنظافة الشخصية.

*كيف يمكن علاج السمنه ؟

-كما هو معروف دائماً الوقاية خير من العلاج  بالمحافظة  على الوجبات الصحية المتوازنة وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم للحفاظ على الرشاقة واللياقة البدنية كما أوصانا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في الأحاديث.
1-ماملأ أبن آدم وعاء شرا من بطنه فحسب المرئ لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

2-علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل صدق رسول الله.

*وماذا عن النظام الغذائي الذي ترونه؟

-ثبتت الإحصاءات العالمية أن تخفيف الوزن أهم وسيلة لتقليل الإصابة بأمراض القلب وإنقاص الوزن يخفض معدل الوفيات بأمراض الذبحة الصدرية والسرطان حيث نسبة حدوثها 40% في الحالات متوسطة السمنة و70% في الحالات مفرطة السمنة يتم النظام الغذائي أوالرجيم بالتنسيق مع الطبيب ذات التخصص،ويحتاج الشخص العادي من 900 – 1200 سعر حراري يومياً.

الوجبات الغذائية المثالية تحتوي على 50% نشويات أو كربوهيدرات 15-20% بروتين و30% دهون، توجد أنظمة عديدة لتخفيف الوزن وعلاج السمنة منها ما يعتمد على التقليل من النشويات والزيادة في البروتين والدهون وهـو ما يعرف بالرجيم الكيميائي ويستحسن تناول الفيتامينات والمعادن معه.

أما النظام الآخر فيعتمد على تقليل السعرات الحرارية من بروتين وكربوهيدرات ودهون ويكون أكثر أماناًإذا كان مصحوباً بالفيتامينات والمعادن ويجب استخدامه فقط للحالات شديدة السمنة وتحت إشراف طبي،أكثر النظم فعالية هي التي تتضمن تقليل الدهون.

وهناك نظام آخر يعتمد على البروتين السائل فقط واستخدامه بدون فيتامينات ومعادن وقد يؤدي إلى الوفاة لحدوث أزمات قلبية.

*وماذا عن ممارسة التمارين الرياضية؟ 

-تقلل الإصابة بالذبحة الصدرية لأنها تقلل من الدهون منخفضة الكثافة (LDL)وهي الأكثر خطورة على الجسم وتزيد من كمية الدهون عالية الكثافة (HDL) التي ليس لها ضرر على الجسم وتقلل الرياضة أيضاً من الشهية للطعام،ويجب أن تكون على الأقل ساعة واحدة يومياً (أو 2-3 مرات اسبوعياً) من المشي السريع اسبوعياً أو 20 دقيقة من الجري أو ساعتين من المشي العادي وتكون ماقبل الوجبات أو بعدها بساعتين، ووجد أن الجمع بين ممارسة التمارين الرياضية والأنظمة الغذائية المتبعة (الرجيم)أكثر وأجود الطرق فعالية في إنقاص الوزن والتخلص من السمنة والحفاظ على وزن مثالي ورشاقة دائمة.

*هل نجح علاج السمنة بالعقاقير ؟

– قد حقق بعض النجاح ولكن أثبت خطورته على صحة الإنسان ويجب أن يقتصر على الحالات الشديدة والتي فشلت فيها الطرق التقليدية والتي تعاني من أضرار صحية مثل أمراض القلب والسكري التي لاتستجيب للأنسولين،وتصل نسبة فعالية العقاقير من 10-15% فقط ويجب أن تكون خاضعة لمتابعة مستمرة،ومن العقاقير الأكثر استخداماً وشيوعاً:

1-مركبات الامفيتامين مثل الدايدركس .

2-مركبات النورادرينالين مثل المريديال .

3-من المواد المثبطة لعمل أنزيم الليباز الذي يساعد على تكوين الدهون بالجسم وهو الأكثر استخداماً بين الناس مثل الزينكال.

4-هرمون الثيروكسين وهذا يقلل(يحرق) الانسجة الأخرى وليس الدهون.

5-هرمون الجونادوتروبين – فالتأثيرات الجانبية لهذه العقاقير على أعضاء حيوية مثل:الكلى والكبد–توجب أمور يجب التنبيه لها ولأنها تسَّوق بشكل تجاري وليست مجربه أو مثبته علمياً ولايعترف بها عالمياً بالإضافة إلى أعراضها الجانبية كالأرق والاكتئاب النفسي لذلك ينصح بعدم إستخدامها.

*وماذا عن استعمال الأبر الصينية؟ 

-يحتاج إلى وقت طويل وبعد إيقافها يرجع الوضع كما كان عليه واستعمالها لايخضع الى قاعدة علمية واضحة لذلك لايمكن الاعتماد عليها.

*هل العلاج الجراحي مع الحرمان من الطعام هو الحل؟ 

– يجب اقتصاره فقط على الحالات المفرطة للسمنه حيث يصاحبه مشاكل كثيرة ويحتاج لمتابعة مستمرة ومنه:
*تدبيس المعده الطولي.

*بالونه المعدة.

*تحويل مسار الأمعاء لمنع الامتصاص.

يحتاج للحفاظ على الوزن المثالي وقاية شديدة – إرادة قوية – تشجيع من المحيطين من أصدقاء وأقارب – الطبيب المعالج ومساعدة النفس.

*نصيحة أخيـرة ؟

– من أجل إنجاب صحي وسليم بإذن الله وللحفاظ على صحتك وحياتك أحرصي على الرشاقة لتكوني جميلة كما أنت دائماً ولكي أطيب تمنياتي.