قالت فيروز في أحد أغانيها دائمًا بالآخر فيه آخر، ومن هنا بدأتْ فكرة مقالي هذا.

البدايات من كل شيء لها سحرها الذي يميزها، لها جاذبية لا تنضب وطاقة ملحوظة. نعتقد أن تلك البدايات ستكون دائمة ومستديمة. البدايات دائما ما تتسم بالجمال وخاصة تلك التي تأتي مباغتة تأتي من حيث لا نعلم.

البعض يرى دائمًا أن البدايات هي الأجمل، لذلك نرى الكثير من الناس من يتفادى الحديث عن النهايات.

ربما أن عبارة النهاية هي ما تجعل الفرد يتوقف قليلًا، يتذكر العمر والوقت والسنون التي مضت من حياته ولن تعود. ماذا لو تركنا الأمور التي لا نستطيع التحكم بها تمضي في سبيلها، فمعظم الأشياء جزء من حياتنا فقط، لأننا نواصل التفكير فيها. كل شيء في هذه الحياة رضينا أم أبينا له نهاية، سواء حياة أو حلم أو علاقات. لا بد أن نصل إلى خط النهاية في نهاية الأمر.

وحتمًا لو كنا نعلم بأمر تلك النهايات لما انجذبنا للبدايات؛ لذلك الله سبحانه وتعالى جعل علم الغيب له وحده؛ حتى نتعلم من الحياة وحتى نصقل من تجاربها.

هنا ينبغي علينا صنع عوالمنا وعيش ذكرياتنا الجميلة مع الأشخاص الذين اتخذناهم رفقاء طريق لحياتنا، يكونون لنا مصابيح نستضيء بها في مشوار نجاحاتنا.

لا بد أن نستمتع برحلتنا الحياتية، وأن نعيشها بكل عقباتها وتعرجاتها وانفراجاتها، ونستمتع أيضًا مع تلك الصحبة القليلة التي اخترناها بعناية، ليكملوا معنا ذاك المشوار؛ لأن ذلك كله سيكون أهم من الوصول. ولن نشعر بلذة النهاية إلا إذا مررنا بكل تلك التفاصيل.

النهايات مثل الفصول، فصل ينتهي ليبدأ آخر جديد ببداية جديدة. هي تعد مرحلة من مراحل الحياة عبرت من خلالنا، خضنا بها تجارب سواء أكانت جيدة أم لم تكن، الغاية أن هذه المرحلة قد انتهت، وبدأت مرحلة أخرى بها تحديات ودروس جديدة.

فليست كل نهاية تجربة هي النهاية، بعض النهايات هي بداية لحياة أفضل وأجمل من التي مضت.

لذلك علينا تقبل الواقع برحابة، فالحياة بسيطة وكل شيء يحدث في اللحظة والوقت المناسب له. فما تفقده من جانب يعوض وتحصل عليه من جانب آخر بأمور أفضل، وكل ما تكسبه تقابله خسارة في أمور أخرى، وهذا هو واقع وحقيقة الحياة مع كل نهاية امل هناك بداية جديدة لأمل جديد.

وبالآخر دائما النهايات جميلة لأنها تجعلنا نبدأ من جديد.

في النهاية المطاف نحن من نحدد هل ستكون النهاية بداية أم ستكون النهاية نهاية