في مدينة ما في شارع ما وقعت هذه الحادثة ،كان إنسان ما يسير بسيارته في أمان الله وإذ به ينعطف جانباً متحاشياً قارورة ماء تائهه ولكن هذا التوهان أدى إلى ملاصقة السيارة الأخرى بلطف! فجن جنون الأخوات الرقيقات لإن هذه الملاصقة أدت إلى خدش سيارتهن وليس قلوبهن!

فتنحى هذا المسكين جانباً ليس ليغازلهن بل ليطمئن على خدشهن ويجبره إن أمكن فلم يستطع الخروج من مركبته لإن الضربات انهالت على كل جزءمن سيارته الغير مذنبة!

ولم يستطع أن يتفوه بكلمة سوى أن يتلقى الشتائم والسباب واللعان لشخصه والتهشيم لمركبته، إلى أن جاء رجل الأمن ولم يسلم حتى هو من سيل الغضب اللطيف! بداعي أنهن أحرار ولاتستطع أيها المؤتمن على سلامة الأروح والأجساد أن تتحرك !

ولكن هذا البطل المحارب ضد الفوضى والجنون امتص هذا الحماس الغير مبرر بالرغم من تهديدهن بالشكوى ضد كل من يتعرضهن مناقشةً أو عقاباً رغم فضاعة ماقامو به..

هذه الحوارالمتغطرس العنيف لايأتي كل عقد أو كل حرباً يفجع بها المسالمون في العالم بل إنها شبه يومية إن لم أبالغ فأخلاقنا لازالت بخير ولكن يبدو أن تراكم الضجيج الإلكتروني وتزاحمه فعل فعلته بالبعض فلم يعد يفرق بين الإلتزام والمساوة وأن رجل الأمن هو خط أحمر لايمكن أن يتجرأ عليه كائن من كان لإنه يمثل النظام والحكومة والأمان،نحن لا نتهم أخواتنا (النسوة) بأنهن فوضويات عندما تساوين! بل حتى نحن الرجال هناك علامات تعجب ملونه تتغلغل حتى تصل للمخ فلاتجد إجابة مقنعة!

فإذن مفهوم الحرية ياسادة وياسيدات ليست (عبطاً وهبلاً ) تهيم في الدروب بلا رادع وبلا عقل،ربما قد تكون مفتوحة الأبواب والنوافذ إذا خصت الذات وبتقنين أيضاً ،أما أن تكون ممارسة الحرية فرضاً على الآخرين وأذيتهم فهذا لايقبله عقل ولا منطق..

ولم يجد الطب حتى اليوم مراهم للأخلاق حتى تترطب وتستقر فالعلاج المناسب لها لابد أن يبدأ من الصغرحيث التربية الحسنة والتعليم المثالي، إن هذه التصرفات الشبه يومية توسع المسافة مابين التحضر والتخلف وترهق كاهل كل مسؤول يريد أن يرتقي بوطنه عنان السحاب.