كثير من الأفلام في السنوات الأخيرة ركزت على تقديم الشخصيات الشريرة على أنها بطولية مثل : ماليفيسينت و الجوكر و كأنها تجعل المشاهد يتعاطف مع الأشرار عند اكتشاف الظروف و الدوافع التي شكلت تلك الشخصيات و حولتها لما هي عليه .

أما هذا العام فقد حرصت شركة ديزني لاندعلى عدم إظهار بصمتها المعروفة عن شخصياتها على الفيلم السينمائي ( كرويلا Cruella) المشتق معناه من القسوة و اعتبره أغلب النقاد بأنه فيلم متعدد الطبقات و فاق التوقعات نظراً للتأليف المتميز الذي جعل منه قصة أصيلة قائمة بذاتها تعكس عصر السبيعنات و عالم الأزياء ومعمعة صراع صناعة الموضة في لندن لتظهر
الطفلة (ستيلا ) التي أدتها ايما ستون Emma Stone و لديها الشغف بالتصميم و الأزياء وتحاول أن تكون لطيفة بسبب وعدها لأمها فقط والتي كانت تحثها دائماً على فعل الخير و كبح الشرّ الذي كان يتمثل في تمردها في المدرسة إلى حين طردها منها و كذلك سلوكها الفوضوي في الحفلة إلى امتهانها السرقة مع عصابة النشالين .

وهذا ماتم التعبير عنه بالشعر الأبيض و والأسود لإنسانة تلقت تربية جيدة و لكن مازالت متمردة وهو تضارب الخير و الشر .

حتى اتضح الجانب الآخر منها وهو (كرويلا دي فيل) التي تدرجت في الظهور بعد غضب قوي و انتقام لأن ستيلا كانت تعيش معتقدة أن أمها متوفية ولكنها اكتشفت العكس لاحقاً فظهرت كرويلا التي قادت عالم الأزياء ووصلت لمبتغاها فشخصية ستيلا كانت هي الغالبة على جانبها الآخر كرويلا.

“مراحل الحزن خمسة انكار ،غضب ،مقايضة ، اكتئاب ، تقبل ، حسناً أود إضافة مرحلة أخرى : الانتقام ” كرويلا .

البارونة التي أدت دورها ايما طومسون Emma Thompson شخصية تعكس النرجسية و الغرور و التكبر أما كرويلا فهي شخصية قريبة للواقع لم تكن شريرة بالمطلق و لا طيبة بالمطلق.

وتتوالى الأحداث الخيالية و الإنسانية و هوس الأزياء من خلال كوميديا سوداء في الصراع و التحدي المذهل بين شخصيتين قويتين في النرجسية و الأنانية بالإضافة إلى قوة الأداء و الكاريزما رغم المواقف الكوميدية و المحزنة أحياناً بعيداً عن عنصر الملل و الرتابة .

و يظل للسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان :
هل يتغير مقياس الإنسان للخير و الشر بعد مشاهدته لمثل هذه الأفلام التي تجعل من شخصياتها الشريرة أبطالاً ؟