روت المواطنة “تغريد بخاري” قصة عمله في غسيل الأموات لقرابة 22 عاما، مضيفة أنها حلمت منذ الصغر أن تعمل في هذا المجال، وبالفعل حققت ذلك.

وذكرت تغريد أنها في إحدى المرات حزنت لأنها لم تنفذ دون قصد وصيتة فتاة ميتة في العشرينات من العمر، مضيفة أن هذه الفتاة كانت مريضة وطلبت من أمها أن تتولى عملية تغسيلها حين موتها، وعندما ذهبت أمها للمنزل لإحضار ملابس لابنتها توفت الأخيرة، فسارع الأب في الاتصال بها، وطلب منها سرعة تغسيلها قبل حلول صلاة العشاء.

وأضافت أنها استجابت لطبله، وعندما ذهبت لتغسيلها حدث معها أشياء غريبة، حيث وجدت صعوبة كبيرة في تجريد الميتة من ملابسها، أو حتى تحريك أطرافها، كما وجدت الدموع تنزل مع عيون الفتاة الميتة، وكلما حاولت مسحها كانت الدموع تنهمر مرة أخرى، ما دفعها للاستعانة بزميلة لها، وحدث معهما نفس الشيء، وتمكنوا في النهاية من تغسيله.

وأشارت إلى أن والدة الفتاة الميتة حضرت بعد ذلك، وصرخت عندما علمت أنهم قاموا بتغسيلها، فحاولت تهدئتها، وصارت الأم تبكي والميتة تبكي ايضا، وعندما هدأت الأم توقفت الابنة عن البكاء، مضيفة أنها تمنت من الله أن يسامحها لأنها لم تتمكن من تنفيذ وصية الفتاة، مضيفة أن ما يقال عن سوء وحسن الخاتمة يعد صحيح.

وأضافت أنها بدأت عملها بشكل تطوعي ومجاني، وبعد ذلك بدأت تأخذ أجر رمزي بقيمة 100 ريال، بعدما أصبحت أم ولديها طفلين تتولى رعايتهما بنفسها.

ووصفت المغسلة بأنها بيتها الثاني، وأنها تشعر بالراحة والسعادة فيه، مؤكدة أنها تعرضت للعديد من الانتقادات من قبلها أهلها لدرجة جعلتهم أحيانا يرفضون الجلوس أو الخروج معها، وذلك بحسب حديثها بقناة mbc.

وتابعت :”أنا منبوذة، وبعض جيراني تشاءموا مني، وقالوا لي لا تدخلوا بيوتنا معتقدين أن دخولي سيسبب إصابة أطفالهم بأمراض”.

وأكد أنها امرأة طبيعية وأن مُغسلة الموتى إنسانة لذلك يجب على الجميع أن يحسنوا معاملتها ومعاملة أي امرأة تعمل في هذا المجال.