لم تكن الوحدة مملة إلى تلك الدرجة التي كنت اتوقعها، بل إنها ممتعة إلى حد الجنون، سأخبركم، كيف؟

كنت قد انشغلت بالعمل والأطفال، والمنزل والإلتزامات الأسرية، ونسيت أن لنفسي حقاً أيضاً في بعض الوقت، لأتفرغ لبعض هواياتي القديمة..

لم يكن الوقت يسعني في مامضي، لكن عندما أصبح العمل في المنزل، والدراسة أيضاً، أصبح الوقت متاحاً جداً..

ألتفت من حولي لأرى كمية الإبداع الذي تركته جانباً، وصقلت به بعض من شخصيتي، بعثرت في دفاتر وخواطري، وبحثت عن كتبي التي طالما تركتها في رف المكتبة دون قراءة..

أجحفت في ترك نفسي تعيش في روتينها الممل، دون أن تلتفت إلى جانبها المضيئ يوماً..

مسحت غبار الماضي لأعود بقوه، فقمت إلى مرسمتي لأعاود تلك الرسمات التي طالما أتقنتها، وفتحت محبرتي لأكتب بها أجمل خطوط الخط، وأنثر بها بعض الكلمات..

ها أنا ذا سأعود إلى غرس نفسي أكثر في طموحاتي وهوايتي، وأُبحر في سفينة الإبداع من جديد..

وستشرق شمس الأمنيات، تحمل بين أشعتها أكاليل من زهور الياسمين.