ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة ، خطبة عرفة قبل أداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصراً، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

واستهل الشيخ بندر بليلة الخطبة بحمد الله والثناء عليه، ودعا المسلمين إلى تقوى الله وامثال أوامره للفوز فوزا عظيما والفلاح في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى ” وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ” ، وقوله سبحانه في كتابه الكريم ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) ، وقوله تعالى ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.

وقال ” إن مما أمركم الله به الإحسان كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ ) ، فيحسن العبد في عبادة الله كما في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). وأعظم ذلك الإحسان بالتوحيد، وإفراد الله بالعبادة.

وتابع أن الشرع أمر المسلم بالإحسان إلى اليتامى والموظفين والعمال، والوفاء بالشروط المبرمة في العمل، مشيراً إلى أن من مظاهر الإحسان أن يحسن المرء للحيوان، كما أن الإسلام حضّ على الإحسان في الدعوة إلى الله وكذلك الإحسان في الاستقبال والتحية.

وأشار إلى أن من الإحسان السعي إلى سلامة العباد واستقرار البلاد وتمكين الناس من أداء أعمالهم وصيانة دمائهم وأموالهم، كما أنه يؤدي إلى استقرار البلاد ويحافظ على نسيج المجتمع، كما أن من الإحسان طاعة ولاة الأمر وعدم السعي في الإفساد في الأرض.

وأضاف إن إحسان المسلم في عبادة الله هو إحسان لنفسه أيضاً، لافتاً إلى أن ممن أحسن إلى العباد خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بتوفير كافة الخدمات لضيوف الرحمن وإقامة مناسك الحج في ظل الجائحة، حرصا على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد تحقيقاً لمقاصد الشريعة في حفظ النفس.

وأكد على أن من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المكوث في منى إلى اليوم الثالث عشر وأجاز التعجل في اليوم الثاني عشر، كما أن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يطوف بالبيت طواف الوداع بعد أداء المناسك، داعياً الحجاج إلى تأدية المناسك كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار من الدعاء في هذا اليوم المبارك.