حذَّرت مدربة ومستشارة أسرية بمركز تعارفوا للإرشاد الأسري، من مفسدي المنازل من الجنسين؛ إذ إن إفساد الزواج أمر عظيم، قد يكون المسمار الذي يدق في نعش منزل عامر بالسعادة والأطفال.

حيث قالت المدربة والمستشارة عبير السعد إن “التخبيب” من أسباب هدم المنازل، وهو إفساد العلاقة الزوجية من طرف خارجي، ولا يصيب إلا المنازل الهشة التي ليست قائمة على أساس متين.

وأضافت بأن احتكار التخبيب على النساء فقط أمر مجحف، بل التخبيب بين الرجال موجود، وتأثيره يظهر على الزوجة والبيت والأطفال، ويجعل البيت لا يخلو من المشاكل؛ لأن الطرف المتلقي إذا كان ساذجًا، ويصدق ما تلقَّاه من المُخبِّب، يمسي لا يقتنع بحياته، ويرى التقصير من الزوجة بكل شيء.

وبيّنت “السعد” أن أغلب من يفسدون الحياة الزوجية بالأسر نوعان: نوع يقولون ما لا يفعلون بمنازلهم، بل بالعكس، تجده أكثر جبنًا وخوفًا من الشريك. ونوع هو مَن مرَّ بتجربة سيئة، وأراد أن يعممها على الجميع بدافع النصح.

وذكرت مثالاً بأن بعض الأسر يقوم أهل الزوج أو الزوجة فيها بالتخبيب بين الزوج وزوجته بأن يُظهروا له عيوبها، أو يقوموا بتشبيهها بشخصية قبيحة؛ حتى يترسخ في ذهنه هذه الصورة لزوجته؛ فيبدأ بالنفور منها. وهذا ما حدث بإحدى الحالات التي مرت عليها؛ إذ قالت الزوجة: “شبَّهوني بشخصية كرتونية بسبب نحافتي، وأصبحوا ينادونني عند زوجي بها حتى تأثَّر، وأصبح يناديني بها، وبدأت تدب الخلافات بيننا”. وكذلك من أهل الزوجة؛ إذ يبدؤون بذكر عيوب الزوج حتى إذا رجعت من زيارتها لأهلها تكون شخصًا مختلفًا عن الشخص السابق. وأكدت أن مَن يتأثر غالبًا بالتخبيب الأشخاص السذج ذوو الشخصيات الضعيفة.

ونصحت السعد الرجال والنساء بشكل عام بعدم نشر تفاصيل الحياة الزوجية حتى لأقرب الأقربين؛ فالحياة الزوجية مقدسة، والمفترض الحفاظ على أسرارها، وحل المشاكل بين الزوجين، وجعلها لا تتعدى المنزل لضمان حياة زوجية سعيدة خالية من المشاكل.