يقف العقل حائرًا، لحظات صمت، دموع تنهمر أنين وبكاء صعدت ذيك الروح الطيبة عائدة إلى ربها تركت لنا دروسًا وعِبر لن يبقى إلا العمل الصالح والذكر الحسن غاب عنا ذاك الوجه البشوش رحل ولن يعود وفي خاطري كثيرٌ من الكلام ولن أوفيها في مقال أو كتابة عن السيدة الفاضلة العابدة التقية الزاهدة صاحبة الطاعة والعمل الصالح عمتي/ نوره أم عبدالعزيز اليمني (أخت الوالد).

نعم فارقت الحياة ولم تفارق قلوبنا الكل يحبها الصغير قبل الكبير، “نور البيت” صاحبة الأعمال الخيرة في توزيع الصدقات والطعام من البر والخبز واللحم على جيرانها. لا ترضى أن يكون هناك طعام زائد حريصة على حفظ النعمة، كريمة الطباع، في كل زيارة لها بصحبة والدي – رحمه الله – أو أعمامي لا تقبل بخروجنا من عندها في البيت إلا بعد تناول طعام العشاء.
مقولتها الشهيرة “اجلسو عندنا تعشوا”.. هي أمي الثانية، وعرف عنها – رحمها الله – أنها محافظة أشد المحافظة على الصلاة في كل زيارة لها أجد بجانبها المذياع الصغير الذي يتلو القرآن الكريم وهي تسمع له حريصة أشد الحرص على استغلال وقتها في التسبيح والتهليل وذكر الله عز وجل.

يقول لي ابنها سعود” والدتي تحب جمعتنا وجلستنا” هي دائمًا تجمعنا. سبحان من وهب لهذه المرأة الصالحة حب الناس لها كما قال عليه الصلاة والسلام “أنتم شهداء الله في أرضه”. جنازتها شهدت حضورًا مهيبًا في مقبرة الصحنة في محافظة الدلم.
أيا ترى ماذا بينها وبين الله من أعمال صالحة جعلت الكل يبكي عليها أو متاثرًا بوفاتها؟ كانت بارًا بوالديها أمها وأبيها، ومن مواقف برها بوالدتها (جدتي) اتصالها بالهاتف علي يوميًا صباحًا ومساءً. وكانت راضية لربها مطيعة لزوجها، رحلت من الدنيا إلى رب كريم رحيم.

اشاهد تلك الدموع الغالية من أبنائها الصالحين الأوفياء أثناء دفنها وفي خاطري أقول لأبنائها هذه أيضًا أعتبرها أمي كما هي أمكم. رحلتِ يا عمتي وتركتينا وذهبتِ إلى رب العزة والجلال أتذكر عندما كنتِ تشاهدين والدي – رحمه الله – كلمات خالدة في ذاكرتي وحرصك وحبك لوالدي حبًا كبيرًا.

العزاء كل العزاء إلى زوجها العم عبدالرحمن بن ناصر اليمني، وإلى إخوانها وأخواتها عمتي منيرة وعمي عبدالله وعمي عبدالرحمن وعمتي جواهر، وإلى أبنائها وبناتها البارين الصالحين عبدالعزيز ومحمد وعلي والشيخ/ عبدالله، ومنيرة وسعود وعثمان. رحم الله الفقيدة وغفر الله لها وجمعنا بها في جنات النعيم. كتبه ابن أخيك خالد بن سعيد اليمني.