قال الدكتور عادل باعيسى، استشاري الطب النفسي رئيس قسم التوعية الصحية مجمع إدارة للصحة النفسية بجدة، إن التهاب الكبد (سي) هو مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد (سي)، ويمكن أن يسبب عدوى التهاب كبد حادة أو مزمنة على حد سواء، وتتراوح شدة المرض بين الخفيف الذي يبقى لأسابيع قليلة إلى الخطير تظل طول العمر.

وأضاف أن فيروس التهاب الكبد (سي) فيروس منقول بالدم، وطرق العدوى الأكثر شيوعًا تحدث من خلال ممارسات الحقن غير الآمنة، وعدم كفاية تعقيم المعدات الطبية، ونقل الدم ومنتجات الدم دون فحص.

وأشار إلى أنه من الممكن أن تشفي الأدوية أكثر من 90% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد (سي)، ولا يوجد في الوقت الحالي لقاح للوقاية من التهاب الكبد (سي).

ونبه بأن عدوى فيروس الكبد (سي) الحادة لا تكون مصحوبة بأعراض، وحوالي 15% إلى 45% من الأشخاص المصابين بالعدوى يتخلصون تلقائيا من الفيروس خلال 6 أشهر من العدوى دون أي علاج، أما النسبة المتبقية منهم، فتتطور حالتهم إلى الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد (سي) المزمنة.

وأوضح أسباب انتقال فيروس الكبد الوبائي (سي) إلى الجسم، وذلك من خلال إعادة استخدام المعدات الطبية أوعدم كفاية تعقيمها، وخصوصًا الإبر في أماكن الرعاية الصحية، أو نقل الدم ومنتجاته دون فحص، أو ممارسة الجنس، أو استخدام الإبر لتعاطي المخدرات.

وأضاف أن الإصابة يمكن أن تحدث أثناء الحمل، عندما ينتقل الفيروس من الأم الحامل إلى الجنين ولكنه نادر جدا، مشيرًا إلى أن التهاب الكبد (سي) لا ينتشر عن طريق لبن الثدي أو الطعام أو المياه أو عن طريق المخالطة العابرة أو مشاركة الأطعمة والمشروبات مع المصاب.

وأكد أن أعراض الإصابة بالفيروس لا تظهر على حوالي 80% من الأشخاص المصابين، أما من تظهر عليهم أعراض حادة فقد يعانون من من اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، أو آلام في البطن، أو البول الداكن والبراز ذي اللون الرمادي، أو الغثيان والقيء، أو فقدان الشهية، أو آلام المفاصل.

وذكر أن فترة حضانة التهاب الكبد (سي) تتراوح ما بين شهرين إلى 6 شهور، وتتمثل عوامل الخطورة في العلاقة الجنسية مع شخص مصاب بالفيروس، وتعاطي المخدرات بالحقن أو الاستنشاق، ومشاركة الإبر في رسم وشم أو ثقب الجلد.

وأوضح المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وهم الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالفيروس، والأشخاص المصابون بعدوى فيروس نقص المناعة البشري، ونزلاء السجون، أما بالنسبة لمضاعفاته ونادرًا ما يرتبط بمرض مهدد للحياة، لكن عند استمراره لسنوات عديدة يمكن أن يسبب مضاعفات كبيرة، مثل تليف الكبد، أو سرطان الكبد، أو تشمع الكبد.

وأكد عدم وجود لقاح لالتهاب الكبد (سي)، ولكن توصي منظمة الصحة العالمية باتباع عدة إرشادات للوقاية من الفيروس وهي الحرص على نظافة اليدين خاصة عند إجراء العمليات الجراحية، والتداول الآمن للأدوات الحادة والنفايات والتخلص منها بشكل آمن، واختبار الدم المتبرع به للكشف عن التهاب الكبد (ب) و(سي) بالإضافة إلى فيروس نقص المناعة والبشري ومرض الزهري، بجانب تدريب العاملين الصحيين على الإجراءات الوقائية.

كما أوصت منظمة الصحة العالمية الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد (سي) بالتوعية والاستشارات بشأن خيارات الرعاية والعلاج،و التطعيم بلقاحات التهاب الكبد (أ) و (ب)، والتدخل الطبي المبكر والملائم بما في ذلك العلاج المضاد للفيروسات عند الحاجة، والمتابعة المنتظمة من أجل التشخيص المبكر لمرض الكبد المزمن.

وأوضح طرق العلاج، حيث يتم التعامل مع عدوى التهاب الكبد (سي) باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، مضيفا أن الباحثون حققوا مؤخرا تقدما ملحوظًا في علاج التهاب الكبد الوبائي (سي) باستخدام الأدوية الجديدة “المباشرة المفعول” المضادة للفيروسات، وأحيانا بالاشتراك مع الأدوية الموجودة. ونتيجة لذلك، يلاحظ الناس نتائج أفضل، وآثار جانبية أقل، وأوقات علاج أقصر.