لم تقتصر مقاومة الغزو العراقي للكويت على الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في المقاومة الداخلية، فعندما صدرت توجيهات الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران آنذاك – رحمه الله – بافتتاح باب التطوع للمواطنين هب جميع السعوديين من جميع الأعمار طلابا وموظفين ومسؤولين وأساتذة جامعات للانخراط في مراكز التدريب وارتداء الزي العسكري.

وكان من ضمن هؤلاء السعوديين الذين انخرطوا طواعية حبا في الذود والدفاع عن وطنهم الغالي، المواطن مصطفى إبراهيم الجهني البالغ من العمر في ذلك الوقت 74 عاماً، وهو أكبر متطوع في حرب الخليج، الذي لم يمنعه تقاعده ولا سنه من التوجه للدفاع عن الوطن بحسب ما قاله نجله الدكتور محمد الجهني الذي نشرته صورته.

سجل البطولات كبير لن ينساه التاريخ مهما طال الزمن أو قصف، فخلال أزمة الخليج في عملية “عاصفة الصحراء”، كانت الوقفة الصامدة من “رجال” و”نساء” الشعب السعودي الأصيل، كصف واحد للدفاع والذود عن أرضهم الغالية، خلف جنودهم البواسل، المرابطين بجبهة القتال، والتي قادها بحنكة ودهاء في ذلك العهد، الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ـ طيب الله ثراه ـ .

وفي هذه الأزمة تعايش المواطن السعودي بثقة وثبات حتى تحقيق النصر، وبقيت هذه الأيام وشهورها المعدودة لا تنسى مهما حدث، بعدما سجل أبناء الوطن ملحمة من ملاحم البطولة والفداء والإخلاص والتضحية للحفاظ على أمن هذا الوطن ضد أي اعتداء بكل شجاعة ومسؤولية، مقدمين أرواحهم الطاهرة فداء له كاتبين بدمائهم الزكية تاريخاً ودرساً في حب هذا الوطن.