حين انتهت دعوات الطيبين بدأت أنا لان الواقعة جلل والقلب لازال يقاوم الانكسار بلا كلل..

أبي هل سامحتني ياترى على تأخري في كل شيئ في النوم والغياب والطيش وأخيراً في بثي وحزني..

أبي سامحني لإنني لم أستطع أن أمنعك عن المغادرةدون ألم دون سرير أسود مغلف بالبياض فقد حكم القدر..

أبي حين فارقتك لساعات بضجة كنت أمني النفس أن أرجع واراك تبتسم لتسأل عن أمي وعن ساعتك وعن حفيدك معتز!كما العادة..

ولكن الصدمة قالت كلمتها ورحلت بلا وداع وبلا ساعة! أبي لقد فهمت أخيراًمعنى أن تبقى بلا أب بلا سند وبلا عينين..

لقد أيقنت أخيراً وأنا أتلفت في المعزين الأوفياء كم أنت فقيدوأعظم الناس بالنسبة لعقلي وقلبي أبي اعذرني لإنني لم أفهمك وانت تنوي الرحيل فقد كانت كل الدلائل تشير إلى النهاية من عربتك الجامدة الكئيبة حتى عقلك الذي لم يستطع استيعاب زماننا الجشع الجامد ففضلت الرجوع إلى صباك الفطري وأحداثه..

أبي لقد تلبدت عيني لإنني لم أستطع أن أشكرك في صغري وأنت تمد الي بفسحتي المدرسية الزائدة عن الجميع رغماً عن أنف الفاقة في ذلك الزمان ولكنه الحنان والحب الكبير..

أبي ربما لا تذكر ماقدمته إلي أنا اتذكر جيداً.. كنت الناصح برحمة والموجه بتواضع والمصلح المطاع والكريم المتسامح والكبير الحليم.. كنت ودودا بشوشا صابراً .. كنت تشقى تعبابلا علامات كي لا نحسك ونحزن ثم نجزع عن المواصلة ..

لقد استسلمت ياأبي رضياً بعد أن عانيت وجعاً.. وقاسيت في النهايات التي لم تسعفك قدميك المنهكتين على احتضان الحياة بحرية كماكنت منطلقاً في الدروب بفرح حيث الرزق والصحاب والأنس..

أبي رغماً عن الفقد ورغماًعن الألم ورغماًعن الجرح هذه سُنة الحياة اللهم لاحول ولا قوة الا بالله.

في امان الله ورحمته ياأبي