دعا مركز «صوت الحكمة» التابع لمنظمة التعاون الإسلاميّ، المشرعين الأوروبيين إلى عدم التأثّر بالإسلاموفوبيا وأفكارها العنصرية، عند وضع القوانين والتشريعات الهادفة إلى محاربة الإرهاب والتطرف.

وأدان المركز في بيان له، بعض القوانين التي تم سنّها في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، والتي رأى أنها تعاملت مع المسلمين وكأنهم خطر على أوروبا وقيمها، ما قد يؤثّر سلبًا على حياة 25 مليون مسلم يعيشون في أوروبا ويشكلون قرابة 5% من سكانها، حيث خلطت هذه القوانين بين ما هو أمنيّ وما هو ثقافيّ.

وقال “صوت الحكمة”، إنه رصد توجّهًا لدى بعض الكيانات في أوروبا، لسنّ قوانين من شأنها إحداث تغييرات جذرية في هوية وثقافة المسلمين الأوروبيين، بزعم أن هذه الثقافة هي السبب وراء نموّ الأفكار المتطرفة، وهو ما اعتبره المركز مخالفة صريحة للقيم الأوروبية القائمة على احترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والتعبير. وأضاف المركز أن الاسلام الصحيح يدعو إلى التعايش والسلم والأمن وقبول الآخر والرحمة، وينبذ الإرهاب والتطرف والغلوّ.

وأوضح أن بعض هذه القوانين، تحرِم المسلمين من تلقي التعليم الديني المناسب، وتجعلهم مراقبين طوال الوقت، خاصة عند ممارسة شعائرهم، كما تجبر المرأة المسلمة على نمط حياة معيّن قد تراه مخالفًا لمعتقداتها، إضافة إلى إصرارها على تجاهل الشريعة الإسلامية حتى في الأحوال الشخصية بين المسلمين.

ودعا المركز المشرّعين إلى التخلّي عن النظرة الأحادية في تقييم الأمور، وتذكّر أن التطرّف في أوروبا لا يقتصر على بعض المنتسبين للإسلام، بل يتبنّاه كثيرون آخرون لا يجدون القوانين الكافية لردعهم، خاصة جماعات اليمين المتطرّف، محذرًا من أن تتحول التشريعات التي تستهدف المسلمين مستقبلًا إلى ذريعة لنشر الكراهية والعنصرية.