شهد موسم الحج توقف لعدة مرات لأسباب متعددة، كما قُيّد عدد الحجاج الواصلين إلى الأراضي المقدسة لأسباب عديدة.

ومن أمثلة تقييد عدد الحجيج، هي موسم الحج بين عامي 654 هـ، و659 هـ، والتي شهدت وقوع حروب حالت دون وصول الحجاج إلى مكة، ووقتها لم يستطع أداء الفريضة سوى أهالي الحجاز.

وفي عام 327هـ، وبسبب الخلافات والفتن، لم يصل الحجاج القادمون من العراق إلى الأراضي المقدسة لأداء الفريضة، بسبب الظروف السياسية وقتذاك؛ ما يعتبر أيضًا تقييدا لعدد الحجاج تبعا لظروف سياسية.

وكشفت المصادر التاريخية أن الحملة الفرنسية على عدد من بلدان المشرق العربي تسببت في عدم قدوم حجيجهم إلى مكة المكرمة في موسم الحج 1213هـ، كما أن الغلاء الشديد، حال دون وصول الحجاج المصريين، وحجاج أهل المشرق إلى مكة، في عدة أعوام، بينها عام 419هـ.

أما في عام 357هـ، فقد تفشى وباء عُرف باسم وباء الماشري، في مكة المكرمة، وتسبب الوباء في موت الكثيرين، وموت جمال الحجيج جراء العطش، فيما تمكن بعض الحجيج من الوصول إلى المشاعر المقدسة، لكنهم وبحسب المصادر التاريخية ماتوا بعد أدائهم لفريضة الحج.

وقال المؤرخ الجبرتي أن عام 1246هـ شهدـ تفشى وباء آتي من الهند ليحصد أرواح العديد من الحجاج، وتسبب بمقتل ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الحجاج المتوافدين آنذاك،كما منعت سلطات الاحتلال الفرنسي عامي (1888- 1889) الحجاج التونسيين والجزائريين من الذهاب لمكة لأداء الفريضة بسبب انتشار وباء قادم من الهند في الأراضي الحجازية.

وفي التاريخ الحديث عام 2009، وافق وزراء الصحة العرب على الحد من سفر كبار وصغار السن والمصابين بأمراض مزمنة لأداء العمرة والحج هذا العام بسبب المخاوف من فيروس انفلونزا الخنازير.

وأوضح وزير الصحة في هذا الوقت، عبد الله الربيعة، أن المملكة لن تقلل أعداد الحجيج والمعتمرين، لكنه لفت إلى تغيير بعض القواعد في استقبال الحجاج.