من المعروف أن الكالسيوم هو المغذي الأساسي لضمان قوة وصحة العظام ، وبينما يحتاج الجسم الكالسيوم في مرحلة الطفولة من أجل النمو المستمر للعظام يستمر الاحتياج إليه طوال حياة الإنسان كمغذ ضروري لعمليات إعادة بناء وتركيب العظام وحمايتها من الضعف والهشاشة ، بعض المعلومات عن هذا الموضوع يوضحها لنا د.أحمد بن نبيل عبدالفتاح أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض.

يجب معرفة أن الجسم يمتص عادةً حوالي 25 – 75 % من الكالسيوم الموجود في الغذاء اليومي ويتحكم في هذه النسبة عدة عوامل منها العمر – تناول الكفاية من أغذية فيتامين (د) وكمية الكالسيوم المتناولة في الوجبات وكذلك مدى الحاجة اليومية للكالسيوم ، وتقدر احتياجات الجسم اليومية من الكالسيوم بحوالي 1.3 جرام في سنوات العمر من 9 – 18 عاماً وحوالي 1 جرام من 19 – 50 عاماً ثم تزداد إلى حوالي 1.2 جرام لسنوات العمر أكبر من 50 عاماً ويمكن توفير حوالي نصف هذه الاحتياجات اليومية بتناول كوبين كبيرين من الحليب أو الزبادي ، كما أنه لا تتوقف أهمية الكالسيوم على مجرد ضمان قوة العظام، فهو ضروري أيضاً لتقليل خطورة ارتفاع ضغط الدم وللوقاية من الإصابة بأورام القولون والثدي وتفادي تكوين حصوات الكلى .

(2) تناول الأغذية ذات التداخلات الإيجابية في العلاج الغذائي لهشاشة العظام وهي كالآتي :
* تناول الأغذية الغنية بفيتامينات (د) ، (أ) ، (ك) :

يساعد فيتامين (د) على امتصاص الجسم للكالسيوم وبالتالي فهو يتداخل إيجابياً لتكوين العظام القوية والمحافظة عليها ، أما فيتامين (أ) فيعمل على مقاومة ضعف العظام نظراً لأهميته في انتظام عملية إعادة بناء العظام وإتمام نمو خلاياها بالدرجة المناسبة كما يقوم فيتامين (ك) بدور مساعد في تكوين العظام القوية فلذا فإن نقص تناول الأغذية الغنية بهذه الفيتامينات مثل : الكبد البقري – كبد الدجاج – البيض يمثل خطورة على صحة عظام الإنسان .

* تناول الأغذية الغنية بالفوسفور والمنجنيز والمغنيسيوم والبوتاسيوم :

الفوسفور من المغذيات الضرورية لقوة العظام فهو يعمل على زيادة امتصاص الجسم للكالسيوم كما يقوم المنجنيز بتنشيط الأنزيمات المتداخلة في تكوين غضروف عظام الجسم وأيضاً المغنسيوم له دور فهو يتداخل مع أنزيمات بعض التفاعلات الحيوية المهمة مثل تصنيع البروتين أما البوتاسيوم فله تداخله المفيد في خفض فقد الكالسيوم من الجسم الذي يحدث بكثرة مع زيادة وجود الملح في الوجبات الغذائية ، ومن أهم الأغذية الغنية بمكونات الفوسفور والمنجنيز والمغنسيوم والبوتاسيوم الضرورية لصحة العظام : الزبادي – الموز – العدس – اللوبيا الجافة – الفول السوداني – البطاطا الصفراء .

* أهمية تناول الشاي الأخضر أو الأسمر وفول الصويا :

وقد ترجع فائدة الشاي (الأخضر أو الأسمر) إلى تأثير مكوناته من فايتواستروجين والفلورايد على زيادة الكثافة المعدنية المقوية لعظام الجسم ، حيث يقوم الفلورايد الموجود غذائياً في الشاي والمياه بتشجيع ترسيب الكالسيوم والفوسفات في العظام مما يساعد على تقويتها ، أما فائدة تناول فول الصويا فقد ترجع إلى تأثر مكوناته من البروتين بطريقة غير مباشرة على زيادة مستوى كالسيوم الجسم .

(3) تفادي كثرة تناول الأغذية ذات التداخلات السلبية في العلاج:

* تقليل تناول الملح والأغذية المملحة وأيضاً الصوديوم ومركباته المختلفة لأنه يزيد من إفراز الجسم للكالسيوم الضروري لقوة العظام .
* عدم الإسراف في تناول السبانخ والشاي لاحتوائهما على مركبات الأوكسالات التي ترتبط بالكالسيوم لتكون أوكسالات الكالسيوم هذا المركب الذي يضعف قدرة الجسم على امتصاص كالسيوم الأغذية العلاجية.
* عدم الإسراف في تناول الأغذية البروتينية، حيث وجد أن كثرة تناول اللحوم ومنتجاتها من البروتينات يؤدي إلى زيادة فقد الجسم من الكالسيوم وكثرة إدراره بالبول مما يؤثر على قوة العظام وتعرضها للهشاشة .
* تقليل تناول مشروبات الكولا الغازية : وذلك لزيادة محتويات هذه المشروبات على حمض الفوسفوريك المتسبب في إخلال التوازن ما بين الفوسفور والكالسيوم مما يقلل من استفادة الجسم من كالسيوم الأغذية، كما أن كثرة تناول هذه المشروبات يكون غالباً على حساب الحليب مما يقلل مستوى الكالسيوم بالدم وهو المغذي الأساسي دائماً لبناء العظام .
* عدم الإسراف في تناول مشروبات الكافيين:

الذي يقلل من امتصاص الجسم للكالسيوم ويزيد من إفرازه وفقده بالبول، لذلك يجب عدم الإسراف في تناول القهوة – الشاي – الكاكاو وبخاصة في وقت تناول الألبان – الحليب – الأغذية العلاجية الغنية بالكالسيوم .

(4) ممارسة الأسلوب الصحيح في المعيشة اليومية:
لضمان تمام استفادة الجسم من الأغذية العلاجية الغنية بالكالسيوم الضروري لقوة العظام ومن هذه الممارسات الصحيحة :
* الامتناع نهائياً عن تناول المشروبات الكحولية وعدم التدخين لتفادي تأثيراتها السلبية على أنسجة العظام .
* التعرض اليومي للشمس مباشرة خلال فترتي الضحى والعصر لمدة 15 دقيقة لإنتاج ما يحتاج إليه الجسم من فيتامين (د3) اللازم لتقوية العظام بتدعيم استخدام الكالسيوم في بنائها .
* ممارسة النشاط البدني والرياضة في صورة المشي لتدعيم عملية إعادة بناء العظام ومنع فقد كتلتها وحمايتها من التعرض للضعف والهشاشة .

(5) خامساً وقد يكون أولاً : تناول الدواء المناسب بالجرعة المناسبة التي يقررها ويتابعها الطبيب المختص.