من المعروف لدى الأمهات أن إلتهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال يعد من أشيع الإصابات المرضية عند الأطفال بكافة أعمارهم، فهل يمكن لأحد أطباء الأطفال في مستشفى الحمادي أن يبين لنا وبصورة أوضح عن هذه المشكلة التي لايكاد يوجد طفل لم يصب بها في أي وقت من الأوقات؟

– بعد عرض التساؤل على الدكتور/ ساري دعاس استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض أجاب بقوله:

يشكو الطفل المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء من إسهال تختلف شدته من حالة لأخرى، وقد يرافقه طفح احمراري تحت الحفاض، وهو يدوم لفترة 5-7 أيام وسطياً قد تطول أو تقصر أحياناً.

وتحدث أيضاً الأقياءات المتكررة وتكون أحياناً من الشدة بحيث تمنع الطفل المريض من تحمل حتى نقطة الماء، الحمى ليست بالشكوى الظاهرة دائماً، ولكنها قد ترتفع ببعض الحالات لدرجات مرتفعة جداً ولربما رافقتها الرعشة أحياناً، أما الألم البطني فهو أيضاً ليس ثابت الحدوث، فقد يغيب وقد يكون من الشدة بحيث يختلط مع آفات البطن الجراحية.

أشيع أسباب التهاب المعدة والأمعاء هي الجراثيم بأنواعها المختلفة، وعلى رأسها السالمونيلا وأكثر ما تصيب في أيام الصيف، وهناك أيضاً الفيروسات وعلى رأسهاEnterovirus وال Rotovirus، ولاننسى الطفيليات المجهرية مثل الزحار والجيارديا، وهي من الأسباب المهمة للإسهالات في البلاد الحارة والمدارية.

أخطر ما في هذه الالتهابات ليس طول مدتها وإزعاجها للطفل بقدر ما قد تسببه من جفاف شديد وخسارة لسوائل الجسم وأملاحه التي تضيع مع الإسهال المائي والإقياءات الشديدة والمعندة، وبذلك يدخل هذا المرض مع ما أحدثه من جفاف في مجال الخطورة مالم يتم التدخل الطبي المناسب.

يحتاج الطفل المصاب بالتهاب المعدة والأمعاء لتعويض خسارته من ماء جسمه وأملاحه فموياً أووريدياً حسب شدة المرض، ولابأس من استعمال خافضات الحرارة الشائعة ولربما موقفات القيء عند لزومها وغيرها من العلاجات الداعمة للطفل المريض.

نذكر كلمة عن الحليب الخالي من اللاكتوز، واستعماله قد يكون ضرورياً عند الرضع الذين يتلقون حليباً صناعياً من الزجاجة، وهذه الضرورة تضعف مع تقدم الرضيع بسنه وتنعدم عند الرضع الذين يتلقون الرضاعة الوالدية وحليب أمهاتهم حيث لايجوز إيقاف الرضاعة من الأم تحت أي ظروف، ولربما كان لحليب الأم خواص علاجية ناهيك عن الوقائية.

أخيراً وليس آخراً فإن التهاب المعدة والأمعاء موضوع أكبر من أن نحيط به في هذه العجالة ومتشعب أكثر من أن نستطيع تبسيطه على هذه السطور المعدودة، وغالباً ما تكون زيارة الطبيب وحسن تقديره لكل حالة على حدة ضرورية لتجاوز هكذا مرض.