الزواج من آيات الله تعالى التي تفضل الله تعالى بها على عباده المؤمنين وينبغي أن تظهر فيه معاني المودة والرحمة والمحبة والألفة بين الزوجين والسعادة الزوجية هي قرار يتّخذه كل من الزوج والزوجة معاً متحدّين بذلك ظروف الحياة الصعبة وكل الضغوطات المحيطة بهم ، لكن يوجد شريحة كبيرة من الناس تعتقد أن السعادة الزوجية مرتبطة بكثرة المال وبانعدام المشاكل وهذا الأمر خاطئ ؛ لأن الحب والسعادة الزوجية لا تشتريان بالمال والمشاكل هي ملح الحياة وجزء لا يتجزأ منها ، ولأننا نريد أن نعيش حياة زوجية مستقرة مع نصفنا الآخر سأذكر 9 نصائح لتنعموا بهذه السعادة.

أولها: الاحترام المتبادل وهو مفتاح السعادة الزوجية لأن العلاقة المبنية على الاحترام تستمر وتدوم وهو ركن أساسي من أركان الحياة الزوجية السعيدة ولكي يتحقق هذا الاحترام يجب أن يتكلم الزوجين مع بعضهما البعض بأسلوب مؤدب مع احترام مشاعر وأفكار ورأي بعضهما وأن يبتعدا عن استخدام الألفاظ غير المؤدبة وأن يقدر كل شريك الآخر ويتكلم عنه باحترام أمام الآخرين وهذا يجعل الحياة الزوجية جميلة ورائعة لهم ولأبنائهم وبناتهم.

وثانيها: إظهار الاهتمام الدائم والمستمر لبعضهما والبوح بمشاعر الحب والغرام بينهما وهذا يجعل حياتهما مشبعة عاطفياً وهانئة وسعيدة ومستقرة وهناك بعض الأزواج يظنون أنه لا داعي للاستمرار في إظهار الاهتمام والحب بعد طول العشرة وإنجاب الأولاد وكثرة الالتزامات والمسؤوليات وهذا يسبب الجفاف العاطفي وقلة الحب وكثرة الخلافات بينهما ، ولذلك حرص الإسلام على استمرار ودوام الحب بين الزوجين في حياتهما وبعد مماتهما.

وثالثها: المحافظة على الخصوصية بين الزوجين وعدم انتهاكها والتعدي عليها لأن الزواج ميثاق غليظ وعقد مقدس بين الزوجين وليس عقد تملك طرف للآخر فالزواج لا يعني انتهاك الخصوصية بأي حال من الأحوال ولا أن يتجسس الزوج على زوجته والزوجة على زوجها لأن هذا الأمر محرم شرعاً ويؤدي إلى مشاكل كبيرة لا تحمد عقباها وقد ينتهي بالطلاق وهدم الأسرة لذا يجب على الزوجين أن يحترما خصوصية بعضهما البعض حتى تستمر الحياة السعيدة وتسود لغة الحب والود بينهما.

ورابعها: ترك الغيرة الزائدة فمن الجميل أن يغير الزوج على زوجته وتغير الزوجة على زوجها وتكون الغيرة منضبطة بضوابط الشرع وبالحد المعقول والمقبول وهذه الغيرة المعتدلة والمتوسطة تندرج تحت الحب واهتمام كل زوج بالآخر أما كثرة الغيرة والمبالغة فيها والحساسية الزائدة وتجاوز الحد بحيث تصبح مرضاً مزعجاً لكلا الزوجين فهذا يعني انتهاء الحب وفقدان الثقة بينهما ومع استمرار هذا الوضع تصبح الحياة الزوجية عذاباً وهماً وغماً على الزوجين والأولاد وقد يؤدي إلى توقف الزواج وعدم استمراره ويقول الحكماء الغيرة الزائدة مفتاح الطلاق فينبغي على الزوجين أن يبتعدا عن الغيرة الزائدة التي تقتل المحبة والمودة بين الزوجين وتجعل حياتهما جحيماً لا يطاق لينعما بحياة زوجية سعيدة.

وخامسها: العناية بالمظهر الخارجي لأن له أثراً كبيراً في زيادة المحبة والتقارب بين الزوجين فيتزين كل زوج للآخر بالملبس الأنيق والنظافة الشخصية وتسريح الشعر ويضعا أفضل أنواع العطور والطيب لأن هذا الأمر حث عليه ديننا الحنيف قال ابن عباس رضي الله عنها: “إني أحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي” ، فهو خلق وسلوك جميل يتزين به كل من الزوجين لبعضهما البعض.

وسادسها: تغيير الروتين اليومي وكسره حتى تستمر السعادة لأن الحياة اليومية المكررة تؤدي إلى الملل والكآبة وتسبب برود المشاعر والنفور من الحياة الزوجية ويتحقق التجديد في الحياة بتفكير كلا الزوجين في إيجاد وسائل سعادة جديدة وممتعة تحقق السعادة لهما كأداء الصلوات أو الذهاب إلى الحج أو العمرة مع بعضهما البعض أو تقديم المفاجآت والهدايا كل زوج للآخر أو الذهاب لنزهة جميلة وغيرها لأن هذه الأشياء تجعل الحياة الزوجية أكثر سعادة وفرحاً وبهجةً وسروراً.

وسابعها: لا تستهينوا بسحر الكلمات الرومانسية الجميلة والمدح والثناء التي يقولها كل زوج للآخر فإن لها أثر كبير جداً في تنشيط هرمون السعادة لدى الزوجين. وثامنها: إبعاد الأهل والأقارب وعدم إدخالهم في مشاكل الزوجين وهو يعتبر النقطة الأساسية للسعادة الزوجية لأنه يجب أن تتمتع العلاقة الزوجية بخصوصية تامة بعيدة كل البعد عن الأهل الذين قد لا يغفرون بعض الأشياء والخلافات والتي ربما كانت لتمر بسلام كأي خلافات بسيطة في كل علاقة ولذلك يجب الإبقاء عليها سريتها وخصوصيتها وجعلها في عالم الكتمان.

وتاسعها: حل المشاكل والخلافات بسرعة وسرية تامة في حال حدث خلاف بين الشريكين ويجب تجنب الإسراع في نقل الشكوى للأهل لأن هذه تعتبر طريقة غير مباشرة للسماح لهم بالتدخل بحياتكم الشخصية مما قد يدفعهم في بعض الأحيان إلى تكوين انطباعات سيئة وخاطئة عن الشريك وزرع العداوة والبغضاء والكره في نفوسهم.

أسأل الله عز وجل أن يسعد ويفرح كل زوج وزوجة بحياة زوجية سعيدة في الدنيا والأخرة ، وأن يرزقهما الراحة النفسية والذرية الصالحة إنه على كل شيء قدير.