في اليابان أو كما توصف ببلاد الشمس المشرقة، يستذكر أبناؤنا المبتعثون هناك حنينهم إلى اجتماع الأهل والأجواء الروحانية التي تعم أرض الوطن خلال هذه الأيام المباركة من شهر رمضان.

ويتحدث مبتعث الماجستير بتخصص الهندسة الميكانيكية إلى جامعة كوجاكوين، ماجد أبو العلا عن فقد المبتعث بشكل عام للأجواء الرمضانية في طوكيو، وعزاؤه الوحيد وجود بعض الأصدقاء الذين هم له بمثابة العائلة في بلد الابتعاث.

ويقول ” للأسف مع جائحة كورونا لم يكن بإمكان أسرتي القدوم إلى اليابان، حيث كانوا يأتون كل رمضان لقضاء الشهر الكريم معي”.

ويعبِر ماجد عن كثير من اشتياقه لأجواء رمضان في المدينة المنورة والذهاب إلى المسجد النبوي، وتناول الوجبات الرمضانية مع والدته والعائلة، لكن عزيمته بالدراسة وبذله قصارى الجهد لتحقيق أفضل النتائج يمنحه الصبر، ويدفعه بقوة إلى العودة لأرض الوطن، متطلعا للإسهام كبقية المبتعثين لمواكبة ازدهار ونماء المملكة من خلال رؤيتها الطموحة رؤية “المملكة “2030.

وتتناول من ناحيتها، مبتعثة الماجستير في أمن المعلومات بجامعة واسيدا مليكة بخاري أجواء رمضان في الغربة وتقول : ” هذا ثالث رمضان لي في اليابان، وللأسف بعد إغلاق المعهد العربي الإسلامي في طوكيو افتقدت صلاة التراويح والإفطار مع الأخوات من مختلف الجنسيات”.

وتضيف بخاري أن وجود والدها معها كمرافق، وأيضا ابنة عمها وزوجها المبتعث في نفس المدينة والاجتماع بهم في أيام الفراغ ونهاية الأسبوع يخفف عنها قليلا من الحنين إلى الوطن والاجتماع مع والدتها وإخوتها على سفرة الإفطار، بالرغم من كثرة الانشغال بالدراسة.

وترى أن الدراسة في الخارج ساعدتها كثيرا على أن يكون تركيزها الأساسي على البحث العلمي، وأن البعد عن الوطن جعلها تستشعر الكثير من النعم التي لم تع أهميتها بسبب التعود عليها.

وتطرقت إلى المجتمع حولها، وقالت : إن اليابانيين متعاونون ومتفهمون للأمور الدينية والاختلاف في العادات والمعتقدات، وتقول “مثلًا عند تحديد موعد الاجتماع الأسبوعي للطلاب في المعمل يسألني الدكتور المشرف عن الوقت المناسب لي في رمضان حتى لا يتعارض مع وقت الإفطار”.

من جانبها، ترى ملاك الماس المبتعثة في تخصص الفنون بحامعة تمبل اليابانية أن فطور رمضان في اليابان يختلف تمامًا عن أجواء المملكة خصوصا بسبب جائحة كورونا،

وتقول :إن تجمعنا مع الأصدقاء للفطور يكون في الأماكن العامة وأن طبخ الأطباق الرمضانية صعب، بسبب عدم توفر المكونات المرغوبة، لكنها تعرب في نفس الوقت عن شكرها للسفارة في اليابان على توفير التمور للمبتعثين في شهر الصوم .

وتردف بالقول إنه مع بداية الإجراءات الاحترازية في اليابان ومنع السفر لم يستطع أخوها الذي كان يرافقها الرجوع إلى اليابان، حيث كان مرافقا لها منذ بداية دراستها في العام 2017، وإن هذا أول رمضان لها تعيشه لوحدها، ووسيلة تواصلها مع أهلها هي برامج التواصل الاجتماعي.

وتضيف الماس “في رمضان أشتاق لأهلي، لجمعتنا على سفرة واحدة للفطور أو السحور، شعور غريب أنني في بعض أيام رمضان أفطر لوحدي. الله يجمعنا على خير مع أهلنا وأحبابنا”.

وتتحدث عن الدراسة وتقول في شهر رمضان فترة الدراسة متعبة، لأن في دولة الابتعاث نفتقر لبعض المميزات كوجود السيارة للوصول إلى حرم الجامعة، أو توفر سفرة الطعام بعد يوم طويل مرهق وأن تخصصها يتطلب منها الحضور إلى الجامعة صباحا وينتهي وقت المغرب، وهي تحاول أن توفق بين العبادات في رمضان والدراسة، وتقول “أخصص وقت المشي من البيت للمحطة بالاستغفار و وقت القطار في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، كما أعطي نفسي راحة قبل و بعد الإفطار قدر الإمكان”، مشيرة إلى أن وجبة السحور مهمة جدا لها لتتمكن من بداية يوم جديد بكل طاقة و نشاط لإنجاز المهام الدراسية، سائلة الله تعالى أن يوفقها وزملائها المبتعثين، مسلحين بالعلم والمعرفة خدمة لدينهم ووطنهم.