تحدث أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية طلال الطريفي والدكتورة حياة الرشيَدي عن حكم الدولة العثمانية للاحساء، وكيف انتفض الأهالي بوجههم .

وقال الطريفي ان الدولة العثمانية احتلت الأحساء ووضعت عليها من يصرف أمورها ظلما وجورا، وكانوا ينتظرون من الناس السمع والطاعة دون أن يدركوا بأن هذا الأمر مقدمات تسبق نفيهم.

وأضاف “أن في عام 1324 هـ كان يسير أحد الجنود الأتراك في سوق المبرز بأحد مدن الأحساء وغرته سطوته ويظن أنه لن يقدر عليه أحد وأخذ من الأسواق مايحتاجه بالجبر والقوة وحاول أحد البتذعين منعه فضربه بسلاحه ثم رحل وكأنه لم يفعل شيء، كبر الأمر في عيون الناس مما شهدوا الموقف”٠

وتابع” ترصد له التجار في أحد الممرات ونال الحد الذي يستحقه فلما أشرقت الشمس وصلت الأخبار إلى الوالي التركي فأرسل يطلب كبار أعيان المبرز وعلمائها ووجهاءها ثم سجنهم وعذبهم”

واستكملت والدكتورة حياة الرشيدي الحديث قائلة” أن المدينة ضجت من سجن العلماء وتعالت الأصوات المطالبة بالإفراج عنهم، وأغلقوا التجار محلاتهم ووقفوا الإستيراد والتصدير في المدينة وانفجر الوضع بصورة أكبر بسبب موقف التصرف التركي، ووزحفت جموع من المدن الأحساء وقراها دعما لأهالي مبرز” ٠

وطالب الأهالي بإطلاق صراح المعتقلين و َبدأوا يزحفون نحو المبنى الذي اعتقلوا فيه، واستعدوا بالبنادق لمواجهة العساكر التركية حينها آفاق الوالي التركي وطلب من الأعيان في السجن أن يساعدوه على تهدئة الناس، وأطلق سراحهم وهدأ الناس” ٠

وأضافت” أن الترك أرسلوا والي أشد ظلما من سابقه، واتفق مع قطاع الطرق ان يساعدوه ويعطيهم جزءا مما يسرقون، وحاول أهالي الأحساء أن يقنعوه بأن ما يفعله ظلم ولكن لم يسمع فطال صبرهم حتى نفذ فقتلوه”.

على الجانب الاخر كان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ينتشر بين الناس عدله وانصافه، فأرسل الأهالي رسالة له استنجادا به للخلاص من الترك.