إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

إن الحوار من المصطلحات الهامة التي نتعايش فيها الآن، وهو من المصطلحات التي تتردد كثيرا في هذا الوقت .

فالحوار مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين أو أكثر بصورة متكافئة ويغلب عليها الهدوء والرغبة في الوصول إلي الحق والبعد عن التعصب ، فهو يساعد على التفاهم وبلوغ الهدف ، ويحافظ على العلاقات الطيبة بين البشر، ويبث النظام ويعلمنا تجنب الفوضى ، قال الله تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) .وللحوار آداب يجب مراعاتها أثناء التحاور ، منها الالتزام في محاورة الغير باللطف والهدوء ، والإصغاء إلى المتكلم وعدم مقاطعته وعدم الاستهزاء منه أو محاولة الانتقاص من قدره، أو حقه ، وعدم التعنيف في الكلام أو التجريح.

فالالتزام بهذه الآداب يجعل للحوار قيمته العلمية ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين ، بل إن بعض الحوارات تنتهي قبل أن تبدأ ، وذلك لعدم التزام المتحاورين بآداب الحوار . والحوار الجيد لابد أن تكون له آداب عامة ، فهي مؤشرا لإيجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وإن لم تتوافر فيه فلا داعي للدخول فيه ، وهذه الآداب تكون ملازمة للحوار نفسه ، وانعدامها يجعل الحوار عديم الفائدة . وعند الحوار ينبغي أن تكون هناك آداب لضمان استمرارية الحوار كي لا ينحرف عن الهدف الذي من أجله كان الحوار ، وحتى بعد انتهاء الحوار لابد من توافر آداب من أجل ضمان تنفيذ النتائج التي كانت ثمرة الحوار .

فكم من حوار كان ناجحا ولكن لعدم الالتزام بالآداب التي تكون بعد الحوار كانت النتائج سلبية على المتحاورين .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .