القادم هو الأصعب ليست عبارة تخويف أو زيادة جرعة الترهيب وليست جمله في سياق خطابي منمق ولم تطلق بالهواء عبثا كلام واقعي يولد بالنظر فيما يجرى وسيجرى من خلال معايشه الواقع ونتجرع مرارته صبيحة كل يوم نتيقض الليل بهلع وكأننا بحبكة تلفزيونية من صنع يد الأنسان عندما تظهر بعد الأزمات والخيبات وأحداث الغير متوقعه بتاتًا للعقل البشري تهيمن على الأنسان فكره التضاد ( الضد ) نجد اصرار كبيرا وأحيانًا فوق العادة نبحث عن اجابات واتجاهات لسؤال ليس موجود وتحويله إلى طرف ما دون إلغاء المسافات بين ما يحدث وما سيحدث من صراعات فكرية منطقية مصيرية شبه مغيبة لسؤال لم يكن ليطرح ولن يطرح ما قيمة الوجود .

{ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } نص قرأني صريح ومباشر الله أكبر الله أكبر لأرواح سقطت أمام أعيننا برمجة واقع الى كارثة الصراع على البقاء أمر في غاية البساطة والسذاجة والاستهتار سيد الموقف وبعد شهور مضت لضبط إيقاع حياتنا بما يتناسب مع لهفتنا لخالقنا لصوت الحق أحرقت قلوبنا الصلاة في المساجد وسماع الأذان مرددا ” الله أكبر ” كان شافعا لتأدبنا بما يكفي لا نحتاج حدّث أو أمر جلل يعلمنا الالتزام في الحق والواجب الاصطفاف في المسموح والممكن الانتظام دون تزاحم وتدافع أن نتدبر أمور حياتنا بالمتاح والمستطاع ونستطيع أن نصبر على مالا نحب ونتعايش مع مالا يطاق انشغلنا بالعمل والعلم عن بعد المراكز وقرب الشاشات الصغيرة بِمَا استطاعنا اليه سبيلًا ربتنا التجربة ما جعل الأرض تتنفس وتستعيد عافيتها ورونقها وطبيعتها الأصيلة دون أن تغضب .

وها نحن نقف اليوم على منحنى شديد الخطورة ونستعد لأشد معارك الطبيعة أرادت الأم الكره الأرضية أن تربينا مجددا بطريقتها تعبت من الرعاية فقررت الآن أن تأدبنا وبقسوة لأنها تريد أن نقابل قضايا حماقتنا واستهتارنا لتذكرنا بأننا لا نملك الأرض بل هي تملكنا وتشدنا نحوها كما جئنا بصرخة حياه تقبض أرواحًا غابت عن الأفق بصمت دون وداع دون رفقه دون أهل دون إكرام الروح …. بطريقه ما عادت كما خرجت .. ربما فيه حكمة لا يعلمها الناس لكن ما هو مؤكد أن ماتم صنعه سلبيًا أما الحكمة أن ؤجدت فهي ملك لأصحابها وكل من يريد إرجاع عقارب الزمن الى الوراء لن يجدي نفعا فالوقت ضمير غائب وهو خارج عن الزمن وكأن أول أثمانه أزهاق الروح والأدمية تلويحه الوداع الأخير ومن ثم إلحاق الأذى بالرؤية والخطة الاقتصادية .

في ظل الصخب الكبير والجدل الواسع سويعات تمضي ودقائق لا تنتهي بالعد التنازلي للحياه وزهق الأنفس نتساءل غرابة ما الذي يحصل ؟ ولماذا توقف العمر فجاءة ؟ وكيف ولماذا ؟ تهب الأسئلة على رأسنا جملة واحده أن لم نكن نعرف أن معالم الخطورة تقترب أكثر مما مضى والأفق شديد القتامة إذا كان نفس نهج الممارسات الاعتباطية الارتجالية إلا في حالة واحدة أن يتم البدء والشروع في تغيير الذات وأعادة بناءها دينيًا علميًا وحضاريًا حفاظا على وطننا واقتصادنا وأحبابنا وأن لم نلتزم نقول أهلا بكم في صف التلويحة الآخيرة .