الإدارة فن لا يجيده إلا المتخصصين هذا يبدو عنوان بديهي للفاهمين ببواطن الأمور وظواهرها ولايمكن أن يستبيح هذا المفهوم إلا متجرد من هذا الفن أو قابع على كرسي الإدارة لا يعرف إلا صلاحيته التي أوجدها له النظام إيجاداً، البعض يظن أن الإدارة طاولة فارهة الديكور وعليها أوراق مرتبة ترتيباً مبهم بالإضافة إلى (شوية) من رفع الصوت وكثيراً من التبجح ولابأس من الضحكات التي تنذر بشي ما، كثيراً من المدراء يتخذون إسلوب ردة الفعل بحيث ينتظر ما يتمتم به الموظف ليبدأ فرد عضلاته الهشة لينظر ويقارن ويسهب في حديث أعاده عشرات المرات ظناً منه أن التهويل يجدي نفعاً فقد يشرع من حيث لايدري في أمر قد يسبب له مشكلات إدارية هو في غنى عنها، أما الأمور الروتنية هكذا يسميها بعض المدراء وهي ليست كذلك للمدركين مثل الإجازات والمكافأت والتنظيم المكاني والزماني فقد يُستهان بمثل هذه الضروريات بداعي أنها هامشية !

ألا تعلم أيها المؤتمن أن مثل هذه التفاصيل الصغيرة قد تؤخر إدارتك وتفشلها فمثلاً العدل مطلوب في المكافأة وتوزيعها بين الموظفين فقد تسيطرفكرةالظلم على بعض المدراء بحجة أن فلان يعمل وصاحبه مقصر أوالبعض يعملون ما أريد بلا تعب أو شرح أو جع رأس! ألا تعلم أنك بهذا الأسلوب تقضي على رقي إدارتك وتقدمها من حيث لاتدري فهذا الموظف المسلوب المكافأة والتفكير والإبداع قد تتسبب في تسطيحه وتثبيطه وبالتالي قد يضطر إلى الفوضوية في العمل وعدم التزامه بمسؤلياته.

أضف إلى ذلك عزيزي المراقب أن الظلم الوظيفي قد يقع بحذافيره في الترقيات إذا طلب من المدير المباشر تقييم موظفيه لما في ذلك ربما من شللية بين المدير وبعض الموظفين المقربين منه. فالمؤخر الأكبر لأي إدارة تريد أن تنهض أوتتطور هي المحابات والتهاونن مع بعض الموظفين. حينما نريد أن نقارع السحاب فحتماً سنسقط لأننا لانعمل بإتقان فقط ننظّر ونجتمع من أجل مكافأة عابرة أو من أجل عدسة تائهة لننفض بلا تنفيذ لما سطرناه من مثالية مزيفة.

الإدارة الصغرى أيها الفاهم هي المرتكز الأول للنهوض بالمنظومة فلماذا نهملها ونهمشها لكي نصب جُل جهدنا بالكبار ومتطلباتهم !

هم كبار فلا داعي لإن يكبروا أكثر وإلا سيهرمون !