أوضح أستاذ الآثار في جامعة الملك سعود، الدكتور سليمان الذييب، إنه ناقش مسألة مدائن صالح منذ حوالي 30 عاما، مبينا أن هناك فتوى شرعية من قبل هيئة كبار العلماء، الذين رأوا أن مدائن صالح الموجودة حاليا وهي “الحجر”، حيث تُسمى حجر، وأنها الموقع الذي كان به قوم صالح عليه السلام، إلا أنه يختلف مع تلك الرؤية.

وقال الذييب خلال حديثه لبرنامج “سؤال مباشر” على قناة “العربية”، أن الأدلة المادية المتاحة حاليا لا تتوفر في “الحجر” المقصود، وأن المكان الذي حدث فيه العذاب ليس هو المكان الحالي المعروف بمدائن صالح، فلا يوجد عليها أثر على وجود عذاب، سواء ما وُصف في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطرة.

وأضاف أن المنطقة التي حصل فيها العذاب حتما تكون في وادي القرى، لكن لا يُعرف بالضبط أين الموقع، مبينا أنه ليس هناك دليل مادي حقيقي يدل على أن هذا هو المكان الصحيح، وأن مدائن صالح رُبطت بقوم صالح لأن الاسم يعود لوالٍ من الولاة العثمانيين أمر بحفر 7 آبار، ولأن الماء يرتبط بالمدن عند العرب فسُمي الموقع مدائن، ونسبوها لمن حفر الآبار، ولا علاقة لها بالنبي صالح عليه السلام.

وبيّن أن المراجع والكتب قبل الوالي صالح هذا لا يوجد بها إشارة إلى مدائن صالح، وتساءل قائلا هل يُعقل أن يكون هذا الموقع هو الذي حدث فيه العذاب فيما لم يُكتشف إلا منذ 50 أو 100 سنة؟، وأنه في الفترة العباسية والأموية والخلافة الراشدة كان الناس يعيشون في المنطقة، فلماذا لم يُنبهوا ويُخرجوا منها؟، وهل اكتشفنا نحن اليوم ما لم يكتشفه من سبقنا على مدى 1400 سنة؟.

وأشار إلى أن السكان الذين كانوا متواجدين هناك غادروا المكان وتم تعويضهم، مضيفا أن هناك وقتا الآن لدراسة هذه القضية دراسة علمية حقيقة تاريخية إسلامية، لأنه يترتب عليها حكم شرعي.