على الرغم من احتفاء المواطنين بتأييد محكمة استئناف الشرقية لحكم إعدام المتهمة الرئيسية في القضية المعروفة إعلامياً بـ “خاطفة الدمام ” التي أثارت اهتمام واستنكار كبير من جانب الرأي العام على مدار عامين ، إلا أن البعض أبدى تعاطف صادم معها .

فبينما أثنى أغلب المواطنون على عدالة الحكم الذى شفا صدورهم من قبح الجرائم التي ارتكبتها خاطفة الدمام ، وحقق العدالة وفق الشريعة الإسلامية ، رصدت ” صدى ” تعليقات مواطنين آخرين تمنوا لها تخفيف الحكم بالسجن فقط بحجة تربيتها للمخطوفين .

وبعيداً عن العقوبة المحسومة بشكل قطعي غير قابل للشك في عدالة الحكم ، أثار الموقف التساؤل حول سر التعاطف الغريب من بعض المواطنين مع خاطفة الدمام .

وأكد المحللون في علم النفس أن التعاطف مع العدو أو الخاطف هي ظاهرة نفسية تصيب البعض تسمى ” متلازمة ستوكهولم ” والتي تم اكتشافها في بريطانيا سنة 1973 حينما قامت عصابة بالسطو على بنك واتخذوا بعض الموظفين رهائن ، وحينما حررتهم الشرطة فوجئت بتعاطفهم معهم .

وأشار المحللون أن تلك المتلازمة تعني بمعنى مبسط محاولة إنسانية للتكيف مع الجريمة حينما يكون الإنسان لا حيلة له ومسلوب الإرادة ، كما يندمج بعض الأسرى مع المجتمع أو تندمج الزوجة المتعرضة للضرب مع زوجها .

كما أشاروا إلى أن التناول الإعلامي للقضية يتحمل بعض المسؤولية حينما سلط الضوء على تربية المتهمة للمخطوفين وجلبها معلمين لتعليمهم في منزلها لعدم الإضطرار لعمل أوراق ثبوتية وكأنها قامت بعمل بطولي، وهو ما جعل البعض يتعاطف معها كما نتعاطف مع بعض المجرمين في الأفلام والمسلسلات دون النظر إلى الجريمة الكبرى بحق المخطوفين الذين دمرت حياتهم الأسرية الطبيعية وعائلاتهم المكلومة .

وكان بعض المواطنين قد صدموا الرأي العام بتعاطفهم ، حيث قال أحدهم : أتمنى ألا يتم اعدامها ، وقال آخر : ربت الولد وما آذته ، وقال آخر : نعم ارتكبت جرائم مشينة لكنها كبيرة في السن ومريضة الله يشفيها !

إقرأ يضاً :