في الأزمات تتجه المجتمعات إلى مؤسساتها الحكومية ثقةً منها بتلك المؤسسات وتوفيراً للمال الذي يشح أبان الأزمات والكوارث، جائحة كورونا التي لم تكن متوقعة تعاملت معها المؤسسات الحكومية بجدارة وقدرة عالية جعلت الناس يشعرون بالآمان فالحكومة التزمت بتقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين بلا استثناء ومن دون تكاليف باهظة على الرغم من ارتفاع فاتورة تلك الجائحة وكلفتها على الخزينة العامة للدولة، كل ذلك جعل المواطنين خصوصاً ذوي الدخل المتوسط يعيدون النظر في قراراتهم السابقة والبحث عن بدائل في ظل ارتفاع تكلفة الحياة فقررت الغالبية سحب أبناءها من المدارس الخاصة والحاقها بالمدارس الحكومية وكان لتطبيق فكرة التعليم عن بُعد المؤقتة جرس إنذار للمدارس الخاصة إما أن تخفض رسومها الدراسية وإلا ستكون غير مكتظة بالطلاب والطالبات.

طبيعي جداً أن يتجه الناس للمؤسسات الحكومية في ظل أزمة كورونا وما تحمله من تبعات صحية واقتصادية وهذا يضع وزارة التعليم أمام تحدي كبير خصوصاً إذا عادت الحياة الدراسية لما كانت عليه قبل جائحة كورونا، التحدي الذي ستواجهه وزارة التعليم يتمثل في ازدحام الفصول الدراسية بشكلِ غير متوقع فالمدارس الحكومية خصوصاً في المدن الكبرى تعاني من الازدحام في الأساس فكيف سيكون حالها بعد أن تنقضي جائحة كورونا، أيضاً من التحديات التي ستواجه وزارة التعليم وبالتحديد إدارات المدارس دخول طلبه وطالبات للبيئة المدرسية الحكومية المختلفة كلياً عن بيئة المدارس الخاصة، فالمدارس الحكومية عبارة عن مبنى ضخم وقاعات دراسية وملعب مكشوف ومقصف مدرسي فقط! أما المدارس الخاصة فهناك الألعاب الترفيهية والملاعب المجهزة والصالات الرياضية المُغلقه وهناك أيضاً الفعاليات والأنشطة الخارجية والتي من بينها الرحلات الأسبوعية أو الشهرية إلى المواقع الترفيهية بالأسواق الكبرى، سيتعرض الطالب أو الطالبة لصدمة كبيرة لكنه سيتجاوز تلك الصدمة شاء أم أبى وللاسرة دور كبير في مساعدة الطالب أو الطالبة على تخطي الأيام أو الأسابيع الأولى للدراسة ولإدارة المدرسة دور أيضا في تلك العملية التربوية والنفسية المُعقدة.
ماذا أعدت وزارة التعليم من خطط لتطوير البيئة المدرسية لتكون بيئة جاذبة للمعلم والمتعلم؟

بالطبع لا أحد يعلم شيئاً عن ذلك كل ما نعلمه أنها لم تعد شيئاً فالمباني المدرسية لم تتغير والبيئة المدرسية هي ذاتها فأجيال خرجت واجيال دخلت والبيئة المدرسية كماهي لم تتغير وهذه حقيقة اتعبت أجيال بأكملها.

فاصلة: “إذا وضع الناس ثقتهم بك فأنت أمام خيار صعب “.