هل نحن ممن يقف مع ذاته بطريقة صحيحه ؟
هل نحن ممن يربت على كتفيه بنفسه حين يخطيء !
أم أننا نجلد ذواتنا و نقف بطريقة عكسيه !

إن التعامل مع الذات أمر لابد أن ندركة جميعاً وأن نعلم أن هناك فروق كبيره في المشاعر ونتائج التصرفات بناء على أول تعامل مع الذات سواء بعد حصول حدث معين أو وفق طريقة عيشنا الطبيعيه !

فحين نقوم بأي أمر سيكون أول من يعلم بهذا التصرف هي ذواتنا الداخليه و هي من تدرك نصرفاتنا و مبادئنا نحو كل أمر ، وإذا سلكنا طريقاً صحيحا هل ذواتنا تعزز هذا التصرف وتقوم بتشجيعه أم أنها تحتقره وكأنه تصرف طبيعي يمكن لأي شخص القيام به !
إذا كانت ذواتنا تأخذ جانب التعزيز فهذا سيساهم في الإرتقاء للقيام بمزيد من التصرفات الصحيحة
وإذا كانت ذواتنا تأخذ جانب التصغير فهذا سيجعل نظرتنا محدودة أكثر وتحتقر كل شيء وكأن الدنيا لا تتغير بوجودنا و هذا بالتأكيد سيجعل الفرد يقف ولا يساهم بأي عمل يزيد إنتاجيته و يرتقي به و بمن حوله ..

فالتعامل مع الذات نقطة تحول كبيرة تجعلنا إما منتجين ذا تقدم أو أشخاص في حالة جمود و عودة للخلف فالحياة عبارة عن تقدم و إنتاج ، لا يوجد أحد يبقى على حاله و يكون في نفس مكانته الإجتماعية إما أن يتقدم أو يتقادم ..

والوقوف مع الذات حين الخطأ يأخذ منحنى آخر وعلى هذا الوقوف أن يكون عادلاً في حق الإنسان ، فلا يمكن أن نخطيء و نقوم بـالمجاملة و تسيير الأمور فقط لأن المخطيء نحن !
وكذلك لا يمكن اللوم العميق وجلد الذات حين الخطأ !!
فإمساك العصى من النصف سيكون عادلاً ، بمعنى لا أجامل نفسي كثيراً ولا أجلد ذاتي ؛ بل أخذ قطرة من هنا و هناك و أبحث عن التصحيح من أجل إعادة التصرف في المرات القادمة ..

ومن يجلد ذاته و يقف بطريقة عكسية سنرى وضوح التعب و الإرهاق و قلة ثقته بنفسه و عدم تجاوزه لأخطاء الماضي ، سنجده عالقاً في تصرفات وقرارات قديمه وكأن الحياة لا يمكن أن تمضي مع وجود أخطاء ..

قلبك أيها الإنسان و روحك و فكرك هي ذاتك التي تحملك وهي التي تعبر عن شخصيتك بوضوح ؛ ولهذا أرجو أن تتعامل بتوازن معها حتى تتمكن هي كذلك من السير معك في معترك الحياة و تساعدك بعد توفيق الله في اتخاذ قرارات صحيحة تكون خيراً لك لا ندماً وحسرة ..