نعاني في أيامنا الحالية من ظاهرة انتشرت مؤخراً بكثرة ألا وهي ظاهرة التقليد.

فما معنى التقليد وما هي أنواعه وأسبابه وطرق علاجه؟

التقليد هو محاولة مشابهة الغير في القول أو الفعل أو أسلوب الحديث أو طريقة الحياة وهو نوعان:
النوع الأول: وهو ما كان هدفه سامياً جليلاً وهذا ما يسمى بالتقليد المطلوب أو الجائز والمباح، فمثلاً من التقليد المطلوب والمحبب إلينا هو تقليد سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام والتأسي به؛ فهو لنا النبراس المضيء في حياتنا، هو القدوة التي يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء بها

ومن الأمثلة الأخرى على التقليد المفيد المباح هو تقليد الصالحين من الناس ممن عرف عنهم تقوى الله وتحليهم بأفضل الأخلاق، فهؤلاء من الجيد والمفيد تقليدهم والسير على نهجهم وخطاهم فيما يوصفون به من أخلاق سامية وحميدة

أما النوع الثاني من التقليد: وهو التقليد الأعمى أو ما نستطيع أن نطلق عليه التقليد المذموم والمكروه والمنهي عنه في الإسلام. ألا هو التقليد والاقتداء بمن هم ليسوا أهلاً لأن يكونوا قدوة ومثالاً حسناً يحتذى بهم، هذا التقليد هو الذي يوصل الناس للهاوية.

إنه يؤدي إلى إلغاء التفكير تماماً؛ لأن الهدف الأساسي منه هو تقليد الآخرين دون أدنى تقدير لنتائج هذا التقليد فيما يفعلون أو يقولون أو في أيّ من الأمور الأخرى، كأن يكون في الملبس أوالمظهرأو حتى في طريقة الحياة بغض النظر عما إن كان ما يقلد يتناسب مع طبيعة الحياة أو مع ثقافة المجتمع.

التقليد الأعمى يؤدي إلى إلغاء التفكير تماماً؛ لأن الهدف الأساسي منه هو تقليد الآخرين دون أدنى تقدير لنتائجه

إن التقليد الأعمى لا يعود بالنفع على أحد بل وعلى العكس قد يقلب الموازين ويهدم النفوس والعقول ويفقد الإنسان هويته وشخصيته ويسلبه إرادته  فما هو إلا نسخة مكررة من شخص آخر.
إنّ تقليد كل ما هو منافٍ للشخصيه المستقله ليس محمود ، الله سبحانه وتعالى حبانا بعقل راجح يميز الصواب من الخطأ، لذا ما علينا إلا أن نستخدم هذ العقل الراجح لنجعل لنا كيان خاص بنا حتى لا نصبح كالببغاوات نتبع ونقلد في امور ليس من وراها فايده،

أسباب التقليد

للتقليد أسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- التربية غير السليمة بحيث ينشأ الطفل ويكبر بدون رقابة وتوجيه الأهل مما قد يؤدي بهم إلى التشبه بالغير،

2- الانفتاح غير المقيد على اناس ومجتمعات اخرى ،،

3_ وسائل التواصل الاجتماعي بين مختلف الناس في شتى بقاع الأرض. إلا أن هذا الأمر قد يكون ايجابياً أو سلبياً معتمداً على ما قد يقلد من هذه الثقافات فما أفادنا كان أمراً محموداً وما كان دخيلاً علينا وغير مناسب لثقافتنا ومجتمعاتنا وديننا كان تقليداً مذموماً.

4_ البعد عن الدين وأصوله. فديننا الحنيف واضح وصريح، يدعو إلى التحلي بالأخلاق الطيبة ويدعو إلى التفكر في كل عمل وقول قبل الاقدام عليه، بعيداً عن التقليد الأعمى الذي لا يعود على الإنسانية إلا بالدمار المهدد لمستقبل الشباب الذين هم ثروة المجتمعات.

5- عدم وجود القدوة الحسنة في حياة الشباب أحياناً. وهذه الظاهرة خطيرة للغاية فما فائدة الأب إذا لم يكن قدوة يحتذى به من قبل أبنائه؟ وما أهمية كون الأم أماً إن لم تعرف أن تغرس بذرة الخير في نفوس أبنائها وبناتها وتكون لهم خير قدوة.

6 حب الظهور ولفت انتباه أكبر عدد ممكن من الناس وهي من أخطر الأسباب التي قد تؤدي إلى تقليد أعمى دون التفكير بأي نتيجة قد تنطوي عليه.
فكثيرا مانشاهد ان المقلدين يتبعون اسلوب الحركه واللبس وحبه ايضا للشخص وميوله له اكثر من غيره وهذه صفه مذمومه وغير صحيه ،، فانتبهوا يالمقلدين ترونا نلاحظكم من بعيد وانتم مشغولين بتقليد الاخرين ،،،