دائما ما يقال أنه إذا وجدت الإرادة اختفى المستحيل ، فالعنود رجب المصطفى ابنة الـ 28 عاماً هي أنموذج حي لهذه المقولة ، فمعاناتها مع الضمور العصبي لم تقف سداً منيعاً أمام تعلقها بكتاب الله عز وجل وحلمها أن تكون من أهل القرآن لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ للهِ أَهْلِينِ مِن النَّاسِ ،قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ).
العنود بدأت طريق الخيرية عبر التحاقها بأكاديمية الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي لتعليم القرآن عن بعد التابعة لجمعية خيركم بجدة فأتمّت خلال عام حفظ ست أجزاء من كتاب الله ، مما جعلها تنال إعجاب معلمتها الأستاذة آلاء محمد خير برغوث والتي وجدتها فريدة من نوعها ومتميزة تعشق التحدي ، ويقودها حبها لكتاب الله نحو إتقان الحفظ.
وذكرت معلمتها أن العنود باتت قدوة للأصحاء فهمتها العالية جعلتها تقهر الإعاقة ، فهي تسير بانتظام نحو هدفها وهو إتمام حفظ القرآن وتعلم علومه وهذا واضح من مواظبتها لوقت الحلقة ، وإتقانها لما هو مقرر لديها حفظه.
من جهتها وجهت العنود رسالة لكل من يؤجل حفظ القرآن الكريم أو يعتذر بانشغالات الحياة أو مرض معين واصفة ذلك بتلبيس الشيطان على الإنسان كي يمنعه من أجمل شيء في الدنيا كما وصفته ، فهو نعم الجليس والصديق ، ومن يتعاهده بالتلاوة والحفظ يجد لذة وراحة وطمأنينة تنسيه هموم الدنيا وتعينه على تجازوها.